قال الناشط الحقوقي الفلسطيني مصطفى إبراهيم من قطاع غزة، إن وقف إطلاق النار الحالي أوقف "آلة القتل الواسعة التي استمرت على مدار عامين، لكنه لم ينهِ المأساة الإنسانية".
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن القوات الإسرائيلية ما زالت تستهدف المدنيين العائدين لتفقد منازلهم المدمرة في مناطق شرق غزة وخان يونس، بزعم اقترابهم من "الخط الأصفر" الذي تعتبره إسرائيل منطقة عسكرية مغلقة.
وأشار إبراهيم إلى أن المدفعية الإسرائيلية والطائرات المسيّرة تواصل قصفها شبه اليومي، ما يؤدي إلى سقوط قتلى وجرحى بشكل مستمر، رغم سريان وقف إطلاق النار.
نصف غزة تحت السيطرة الإسرائيلية
وأوضح أن 53% من قطاع غزة تقع فعليًا تحت السيطرة الإسرائيلية، بينما تشهد أحياء بأكملها مثل صبرا وتل الهوى والشيخ رضوان دمارًا شبه كامل.
وفيما يتعلق بملف الجثامين، أوضح الحقوقي الفلسطيني أن حركة حماس أبلغت الوسطاء بأنها لا تزال تبحث عن جثامين بعض القتلى الإسرائيليين نتيجة الدمار الهائل وتجريف مناطق واسعة من القطاع، وأنها تمكنت حتى الآن من تسليم نحو 14 جثة فقط.
وأضاف أن إسرائيل تتلكأ في الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق وتستخدم هذا الملف للضغط السياسي والإعلامي، في ظل تصريحات تهديدية من مسؤولين إسرائيليين، بينما تدخل أطراف مثل تركيا للمساعدة في جهود البحث.
مصطفى إبراهيم: تدفق المساعدات إلى القطاع لا يزال محدودًا جدًا
وفي الشق الإنساني، أكد إبراهيم أن تدفق المساعدات إلى القطاع لا يزال محدودًا جدًا، حيث تدخل ما بين 120 إلى 400 شاحنة يوميًا فقط، معظمها تحمل مواد غذائية جافة ومعلبات، في حين تبقى الخضار والوقود والغاز شحيحة للغاية.
كما أشار إلى أن الأمم المتحدة تمكنت مؤخرًا من جمع 120 مليون دولار لإغاثة القطاع، منها 11 مليونًا للمساعدات الإنسانية و9 ملايين للوقود، لكنها تبقى أرقامًا ضئيلة أمام حجم الكارثة.
وختم الحقوقي حديثه بالتأكيد على أن الوسطاء الإقليميين لا يملكون الضغط الكافي على إسرائيل، وأن الولايات المتحدة، وتحديدًا الرئيس دونالد ترامب، هي الجهة الوحيدة التي تمكنت من فرض وقف إطلاق النار مؤقتًا، مضيفًا أن استمرار التعنت الإسرائيلي قد يؤدي إلى انهيار الاتفاق والعودة إلى القتال في أي لحظة.