تسود أجواء من التوتر الحذر في قطاع غزة رغم مرور سبعة أيام على بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، بعد حرب استمرت 735 يومًا خلّفت دمارًا واسعًا وأزمة إنسانية غير مسبوقة.
فرغم الهدنة، ما زال الهدوء هشًّا، وسط خروقات إسرائيلية متكررة واتهامات متبادلة بين الجانبين بشأن الالتزام ببنود الاتفاق.
قصف عنيف على خان يونس وارتقاء مواطن في مخيم البريج
صباح اليوم الخميس، شهدت مناطق شرق خان يونس وشرق مدينة غزة قصفًا مدفعيًا مكثفًا وإطلاق نار من آليات الجيش، ما تسبب بحالة من الهلع بين السكان، وفق شهود عيان.
كما أعلن الدفاع المدني ارتقاء المواطن أسعد موسى السيد متأثرًا بجراحه أثناء تفقده منزله المدمر في مخيم البريج، في حادثة تجسّد هشاشة الوضع الأمني رغم وقف القتال.
الوسطاء يحاولون تثبيت التهدئة ومنع انهيار الاتفاق
في المقابل، تواصل الأطراف الوسيطة، وفي مقدمتها مصر وقطر والولايات المتحدة، جهودها لتثبيت التهدئة ومنع انهيار الاتفاق.
ودعا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، إسرائيل إلى فتح جميع المعابر والسماح بدخول آلاف الشاحنات أسبوعيًا لتلبية الاحتياجات العاجلة للسكان.
لكن الإذاعة الإسرائيلية نقلت عن مصادر حكومية أن تل أبيب قررت الإبقاء على إغلاق معبر رفح مؤقتًا، إلى حين تكثيف حركة حماس جهودها لإعادة جثامين الرهائن الإسرائيليين.
جاء القرار رغم إعلان كتائب القسام تسليم جثماني رهينتين قتلا خلال القصف الإسرائيلي، مؤكدة أن استعادة بقية الجثامين تحتاج إلى معدات خاصة بسبب الدمار الهائل.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تحصيرات إسرائيلية لفتح معبر رفح
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يواصل التحضيرات لفتح معبر رفح بالتنسيق مع السلطات المصرية لتسهيل حركة المدنيين وضمان ترتيبات أمنية مشتركة.
في واشنطن، أعلن البيت الأبيض بدء المرحلة الثانية من اتفاق إنهاء الحرب، وتشمل تشكيل قوة دولية للاستقرار في غزة، إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب صعّد لهجته قائلًا إن إسرائيل يمكنها "استئناف القتال في غزة بمجرد كلمة واحدة" منه إذا لم تلتزم حماس بالاتفاق، مضيفًا أن إسرائيل لو كانت قادرة على سحق حماس كليًا لفعلت خلال العامين الماضيين، في إشارة إلى محدودية نتائج الحرب رغم خسائرها البشرية الكبيرة.
الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم بحاجة ماسة لرعاية طبية نتيجة تعرضهم للتعذيب
على الصعيد الإنساني، أكد مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية أن الأسرى الفلسطينيين الذين أفرج عنهم بحاجة ماسة إلى رعاية طبية بعد تعرضهم لتعذيب خلال احتجازهم، مشيرًا إلى أن القطاع الصحي ما زال يفتقر إلى الأدوية والمعدات رغم الهدنة.
وفي محاولة لتخفيف الأزمة، أعلنت قطر إرسال 86 ألف خيمة لإيواء المتضررين ضمن جسر مساعدات إنسانية متواصل، بينما بدأت لجنة إعمار غزة إزالة الركام وفتح الطرق لتسهيل وصول المساعدات إلى مختلف المناطق.
عدد من الخارجين عن القانون في غزة يسلمون أنفسهم
كما أعلنت السلطات المحلية في غزة أن عددًا من الخارجين عن القانون سلّموا أنفسهم لأجهزة أمن الفصائل استجابة لدعوات العفو العام، مشيرة إلى أن مهلة تسليم النفس ستستمر حتى 19 أكتوبر، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار الداخلي.
من جهتها، كشفت بلدية غزة أن الجيش الإسرائيلي دمّر عمدًا 56 بئرًا مركزيًا وشبكات المياه والصرف الصحي في المدينة، مما أدى إلى تراجع إمدادات المياه الصالحة للشرب بأكثر من 80% من الاحتياجات اليومية، محذّرة من خطر انهيار البنية التحتية الحيوية في حال تأخر إعادة الإعمار.
وفي الجانب الإسرائيلي، أعلن الجيش أنه تمكن من تحديد هوية الرهينتين اللذين سلّمتهما الفصائل جثتيهما أمس، في إطار عملية التحقق من جميع الرهائن والضحايا ضمن اتفاق تبادل الجثامين.
دعوات لرفع الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة بشكل كامل
وفي السياق ذاته، دعت منظمة هيومن رايتس ووتش إسرائيل إلى رفع حصارها المفروض على غزة بشكل كامل، والسماح ببدء عملية إعادة الإعمار دون قيود، مؤكدة أن استمرار الحصار غير قانوني ويشكّل عقابًا جماعيًا للسكان المدنيين.
وبينما يستمر الوضع الإنساني في التدهور، تبقى الهدنة في غزة رهينة لتوازن هش بين الضغوط الدولية والتهديدات العسكرية.
فالمشهد في القطاع لا يزال مشوبًا بالقلق والانتظار، فيما يعيش أكثر من مليوني فلسطيني على أمل أن يتحول وقف النار المؤقت إلى سلام دائم يعيد إليهم بعضًا من الأمان المفقود.
اقرأ أيضا
مسؤولون أميركيون: حماس ملتزمة بإعادة جثث الرهائن رغم الصعوبات اللوجستية
