وصل وفد من قيادة حركة حماس إلى العاصمة المصرية القاهرة أمس الأحد، برئاسة الدكتور خليل الحية، لبحث آليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع الوسطاء والفصائل الفلسطينية، في وقتٍ تشهد فيه المفاوضات السياسية حالة من الغموض حول مستقبل إدارة قطاع غزة وترتيبات ما بعد الحرب.
وقال محمد ضراغمة، مدير قناة الشرق في رام الله، في مداخلة لبرنامج «أول خبر»، إن الولايات المتحدة اتخذت قرارًا استراتيجيًا بإنهاء الحرب، لكن "ليس لمصلحة الفلسطينيين بل لمصلحة إسرائيل"، موضحًا أن الفريق المحيط بالرئيس الأمريكي جو بايدن هو من «أشد المؤيدين لإسرائيل» ويهدف إلى إعادة تأهيل صورة تل أبيب دوليًا بعد عزلتها المتزايدة بسبب الحرب على غزة.
وأضاف ضراغمة أن واشنطن ترى أن حكومة بنيامين نتنياهو «حققت أهدافها الأساسية» من الحرب، وأن ما لم يتحقق عسكريًا سيتم تحقيقه بالوسائل الدبلوماسية، عبر تغيير تركيبة الحكم في غزة وإضعاف حركة حماس سياسيًا وعسكريًا.
وقال:
«هم لا يمتلكون حلًا سياسيًا حقيقيًا، وكل ما يريدونه هو وقف الحرب وإعادة إسرائيل إلى المجتمع الدولي، بينما يُترك الفلسطينيون دون أفق سياسي واضح».
وأشار ضراغمة إلى أن المرحلة الحالية تركز على التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار وفتح المعابر، في حين ما تزال الملفات الكبرى، مثل من سيحكم غزة ومن يدير أجهزتها الأمنية، قيد البحث والنقاش بين الفصائل الفلسطينية والوسطاء.
وأوضح أن هناك حوارًا غير رسمي بين حماس وفتح ومصر والفصائل الفلسطينية لمناقشة مستقبل الحكم في القطاع، مضيفًا أن حماس «تظهر مرونة سياسية» وتبعث برسائل بأنها «مستعدة لشراكة وطنية في إدارة غزة» ضمن توافق فلسطيني عام، لكنها ترفض التخلي الكامل عن دورها الأمني والعسكري دون ضمانات حقيقية.
وختم ضراغمة بأن ملف غزة في المرحلة الثانية من المفاوضات – والذي يشمل الحكم، والسلاح، وبناء الأجهزة الأمنية الجديدة – سيحتاج إلى «وقت طويل قد يمتد لعامين على الأقل»، مشددًا على أن «الولايات المتحدة تركز على إنهاء الحرب، بينما تبقى التفاصيل الجوهرية للمستقبل الفلسطيني دون حسم واضح حتى الآن».