قال أدهم حبيب الله، مراسل إذاعة الشمس، إن عودة المبعوثين إلى المنطقة تأتي في توقيت حساس يرتبط ببدء المرحلة الثانية من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن هذه المرحلة تعدّ الأكثر تعقيدًا حتى الآن بسبب استمرار الخروقات المتبادلة بين الجانبين، وعدم التزام إسرائيل بعدد من البنود، وعلى رأسها فتح معبر رفح.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن الحادثة الأمنية الأخيرة قرب رفح عكست طبيعة المرحلة الراهنة، وأن معادلة "ضربة مقابل ضربة" أصبحت السائدة، مؤكدًا أن "أي خرق سيقابله خرق، ولن يكون هناك تساهل من الجانب الإسرائيلي"، -على حد تعبيره-.
وتابع: "إسرائيل تعتبر أن المناطق الواقعة على ما يسمى بـ الخط الأصفر ما زالت تضم عشرات المقاتلين من حركة حماس، الأمر الذي يجعل احتمالية الاشتباكات قائمة بشكل يومي".
وأشار إلى أن وزير الأمن الإسرائيلي إسرائيل كاتس وجّه مؤخرًا ببناء جدار إسمنتي على امتداد الخط الأصفر لتقليص انتشار القوات الإسرائيلية داخل غزة بنسبة تقارب 50%، في محاولة لتثبيت حدود ميدانية مؤقتة تقلل من الاحتكاك المباشر.
وأكمل: "إسرائيل ترفض في هذه المرحلة فتح معبر رفح بحجة عدم استلامها كامل جثامين جنودها، بينما يرى مراقبون أن الأسباب أعمق من ذلك، إذ تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى منع دخول فرق الإنقاذ التركية والدولية إلى القطاع، خشية أن يحدّ وجودها من حرية عمل الجيش الإسرائيلي مستقبلًا، كما ترفض تل أبيب تسليم إدارة المعبر للسلطة الفلسطينية في الوقت الراهن، ما يعكس صراعًا سياسيًا معقّدًا بين السلطة وقطر وتركيا بشأن ترتيبات اليوم التالي في غزة".
العودة إلى المربع الأول؟
وختم حبيب الله بالإشارة إلى أن الأيام القادمة ستشهد زيارات أمريكية رفيعة المستوى، من بينها زيارة نائب الرئيس الأمريكي ووفد بقيادة جي. دي. فانس، بهدف بحث تثبيت الاتفاق ومتابعة تنفيذ المرحلة المقبلة، إلا أن استمرار الخروقات قد يعيد المشهد إلى المربع الأول ويهدد فرص التهدئة طويلة الأمد.
