أبلغت حكومة بنيامين نتنياهو المحكمة العليا، اليوم الأحد، أنها ستعيد النظر في سياستها المتعلقة بدخول الصحافيين إلى قطاع غزة، وذلك بعد نحو عامين من المنع الكامل الذي فُرض خلال الحرب الأخيرة، وجاء هذا الإعلان في إطار رد الحكومة على التماسات قدمتها مؤسسات إعلامية محلية ودولية تطالب بالسماح للصحافيين بالدخول إلى القطاع لتغطية الأوضاع الميدانية.
مهلة قضائية لتوضيح السياسة الجديدة
أصدرت هيئة قضائية مكونة من القضاة عوفر غروسكوف، غيلا كنفي شتاينيتس، وروت رونين، قرارًا يُلزم الحكومة بتقديم سياستها الجديدة بشأن دخول الصحافيين إلى غزة في موعد أقصاه 23 نوفمبر المقبل، وبحسب ما ورد في القرار، فإن الحكومة ستبلور سياسة محدثة خلال 30 يومًا، في ظل التطورات التي أعقبت اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر الجاري.
استئناف محدود للتغطية الصحافية
أشارت الحكومة إلى أن إمكانية دخول الصحافيين إلى غزة ستُستأنف خلال الأيام القريبة، حتى قبل إقرار السياسة الجديدة، على أن يكون ذلك برفقة القوات العسكرية وضمن مناطق محددة حتى ما يُعرف بـ"الخط الأصفر".
وكانت التغطية الصحافية خلال الحرب مقتصرة على المناطق التي تسيطر عليها القوات، وتحت إشراف صارم من مكتب الناطق العسكري، ما قيّد حرية العمل الإعلامي ومنع الوصول المستقل إلى المناطق المتضررة.
ضغوط دولية ومواقف متباينة
أفادت صحيفة "هآرتس" أن وزارات الخارجية والقضاء وجهات أمنية عقدت اجتماعًا خاصًا لمناقشة السياسة الإعلامية، في ظل الضغوط المتزايدة من وسائل الإعلام الدولية، ونقلت الصحيفة عن مصدر مطّلع أن وزارة الخارجية تميل إلى دعم دخول الصحافيين الدوليين، معتبرة أن استمرار المنع بات غير ممكن، خاصة مع فتح معبر رفح ودخول القوات الدولية إلى القطاع.
جهود قانونية مستمرة من الصحافيين
منذ ديسمبر 2023، تُدير جمعية الصحافيين الأجانب في إسرائيل (FPA) إجراءات قانونية أمام المحكمة العليا لإلزام الحكومة بفتح المعابر أمام الصحافيين، وتضم الجمعية نحو 370 صحافيًا يمثلون 130 وسيلة إعلام دولية، وقد واجهت رفضًا أوليًا في يناير 2024، قبل أن تُؤجل مناقشة التماس جديد بسبب الحرب مع إيران.
دعوات لرفع التعتيم الإعلامي
في بيان صادر عن حركة حماس، جاء فيه: "منع الصحافة الدولية من دخول غزة يشكّل انتهاكًا صارخًا لحرية الصحافة، وندعو المؤسسات الإعلامية والحقوقية الدولية إلى الضغط لتمكين الصحافيين من الدخول الفوري إلى القطاع."
وتأتي هذه الدعوات في ظل استشهاد أكثر من 251 صحافيًا خلال الحرب، نتيجة استهدافات مباشرة، ما أثار انتقادات واسعة من منظمات حماية الصحافيين حول العالم.
اختبار جديد لحرية الإعلام
يبقى قرار الحكومة بشأن دخول الصحافيين إلى غزة اختبارًا حقيقيًا لمدى التزامها بحرية الإعلام وشفافية التغطية، في وقت تتزايد فيه المطالب الدولية لكشف الحقائق وتوثيق الأوضاع الإنسانية في القطاع.
طالع أيضًا: