أعلنت منظمة الصحة العالمية، يوم الإثنين، أن هجومًا استهدف مستشفى للأطفال في مدينة الفاشر، شمال دارفور، أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين، في واقعة جديدة تضاف إلى سلسلة الانتهاكات التي طالت المرافق الصحية في الإقليم المضطرب.
استهداف مباشر لمرفق طبي
وقالت المنظمة في بيان رسمي إن المستشفى الذي تعرض للهجوم كان يقدم خدماته للأطفال المرضى، وإن الضحايا من بين العاملين الصحيين والمرافقين للمرضى، وأكدت أن الهجوم ألحق أضرارًا جسيمة بالمبنى، ما أدى إلى توقف العمل فيه بشكل كامل، وحرمان مئات الأطفال من الرعاية الصحية الأساسية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
قلق أممي متزايد من تكرار استهداف المرافق الصحية
أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن "بالغ القلق" إزاء تكرار استهداف المنشآت الطبية في دارفور، مؤكدًا أن "الهجمات على المرافق الصحية تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وتُعرض حياة المدنيين والعاملين الصحيين للخطر".
وأضاف غيبريسوس أن المنظمة تعمل مع شركائها لتوثيق هذه الانتهاكات، وتقديم الدعم الممكن للمنشآت المتضررة، داعيًا جميع الأطراف إلى احترام حيادية المرافق الطبية وضمان سلامة العاملين فيها.
منظمات إنسانية تدين وتطالب بالتحقيق
من جانبها، أدانت منظمات إنسانية دولية، من بينها "أطباء بلا حدود" و"اللجنة الدولية للصليب الأحمر"، الهجوم على المستشفى، وطالبت بفتح تحقيق عاجل ومستقل لتحديد المسؤولين عن الحادث ومحاسبتهم، كما شددت على ضرورة توفير ممرات آمنة للكوادر الطبية والإغاثية، لضمان استمرار تقديم الخدمات في المناطق المتأثرة بالنزاع.
استمرار تدهور الوضع الإنساني
يأتي هذا الهجوم في وقت يشهد فيه إقليم دارفور تدهورًا متسارعًا في الأوضاع الإنسانية، مع تصاعد أعمال العنف ونزوح آلاف المدنيين من مناطقهم، وتواجه المستشفيات والمراكز الصحية نقصًا حادًا في الأدوية والمستلزمات الطبية، وسط صعوبات في الوصول إلى المناطق المحاصرة.
تسلط هذه الحادثة الضوء على هشاشة الوضع الإنساني في شمال دارفور، وضرورة تحرك المجتمع الدولي لحماية المرافق الصحية وضمان وصول المساعدات الإنسانية، فاستمرار استهداف المستشفيات يهدد حياة آلاف المدنيين، ويقوض الجهود الرامية إلى تخفيف معاناة السكان.
طالع أيضًا:
واشنطن تطالب تل أبيب بتمكين الصحفيين الأجانب من دخول غزة لتغطية الأوضاع الإنسانية