يعقد الرئيس السوري أحمد الشرع محادثات غير مسبوقة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وذلك بعد أيام على شطبه من قائمة واشنطن للإرهاب.
وللحديث حول هذا الموضوع، كانت لنا مداخلة هاتفية من برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، مع الدكتور يسري خيزران، مؤرخ وباحث في معهد ترومان بالجامعة العبرية، والذي استعرض الأبعاد الاستراتيجية للقاء المرتقب بين الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الأمريكي ترامب في البيت الأبيض والذي يهدف إلى توقيع اتفاقية بانضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وأوضح أن هذا الانضمام ليس محاربة لحلفاء الأمس، بل محاولة شرعنة النظام السوري الحالي، مع دراسة إنشاء قاعدة أمريكية قرب دمشق للإشراف على الاتفاق الأمني المحتمل بين إسرائيل وسوريا، بما يشمل منطقة منزوعة السلاح ومنح حكم ذاتي إداري لمحافظة السويداء.
وأشار "خيزران" إلى أن السياسة الأمريكية تجاه سوريا تأتي في سياق تحالفها مع دول موالية مثل قطر وتركيا والسعودية، موضحاً أن هناك جناحين في الإدارة الأمريكية: الأول يتمسك بالتحالف الاستراتيجي مع إسرائيل، والثاني يسعى لإعادة فرز المصالح الأمريكية عبر محور إسلامي سنّي بغطاء أمريكي، يهدف إلى مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.
وتابع: "السعودية، وتركيا، هما اللاعبان الرئيسيان في هذا المحور، دون منافسة فعلية بينهما، والولايات المتحدة تسعى من خلال هذا التحالف لتقليص تهريب السلاح إلى حزب الله وتقوية نفوذها الاستراتيجي".
ضمان استمرار النظام السوري
أما بالنسبة للنظام السوري، فقد لفت "خيزران" إلى أن استمرار النظام يعتمد على الدعم العسكري والأمني من قطر والسعودية وتركيا، معتبراً أن رفع هذا الغطاء قد يؤدي إلى اهتزاز النظام.
وأكد أن إسرائيل ليست بحاجة لاتفاق مع سوريا بقدر ما تحتاج سوريا إلى تسوية الملفات العالقة، خصوصاً في الجنوب ومحافظة السويداء، لتثبيت أقدام النظام.
وحول الحكم الذاتي لمحافظة السويداء، أشار خيزران إلى أن أي تسوية ستكون إدارية وليس سياسية، ويمكن أن تُطبق دون المساس بسيادة سوريا، مشدداً على أن الملفات الداخلية السورية لا تشغل بال الإدارة الأمريكية بقدر اهتمامها بالبعد الاستراتيجي والأمني والتحالفات الإقليمية.