كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن مفاوضات مكثفة تجري حاليًا بين الولايات المتحدة وتركيا بشأن مصير عناصر حركة حماس المتحصنين داخل أنفاق في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وسط متابعة دقيقة من الجانب الإسرائيلي لهذه التحركات.
تفاصيل المبادرة: ممر آمن مقابل تسليم السلاح
بحسب ما أوردته قناة "12" العبرية، فإن الإدارة الأمريكية اقترحت على أنقرة التوسط لتوفير ممر آمن لنحو 200 عنصر من حماس، مقابل تسليم أسلحتهم لطرف ثالث مثل تركيا أو مصر أو قطر، مع تعهد بعدم عودتهم إلى العمل المسلح، وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود دولية لتفادي تصعيد جديد في المنطقة، خاصة في ظل هشاشة التفاهمات الأمنية الأخيرة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
موقف حماس: رفض الاستسلام وتمسك بالمقاومة
من جانبها، ترفض حركة حماس فكرة الاستسلام أو تسليم عناصرها، معتبرة أن ذلك يتعارض مع مبادئها، وأكدت مصادر مقربة من الحركة أن المقاتلين المتحصنين في الأنفاق "لن يخرجوا إلا بشروط تحفظ كرامتهم وتضمن سلامتهم"، مشيرة إلى أن أي اتفاق يجب أن يتم عبر وساطة تضمن التزامات متبادلة.
تركيا على خط الوساطة: تنسيق مع واشنطن ووسطاء عرب
أفادت تقارير إعلامية أن تركيا تلعب دورًا محوريًا في هذه المفاوضات، بالتنسيق مع الولايات المتحدة وعدد من الوسطاء العرب، من بينهم مصر وقطر، ووفقًا لمصادر دبلوماسية، فإن أنقرة تسعى إلى تجنب عملية عسكرية واسعة في رفح قد تؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة، وتعمل على إيجاد صيغة تحفظ ماء الوجه لجميع الأطراف.
إسرائيل تراقب وتدرس الخيارات
رغم عدم مشاركتها المباشرة في المفاوضات، إلا أن إسرائيل على علم بتفاصيلها وتدرس المقترحات المطروحة، وتشير مصادر أمنية إلى أن القيادة السياسية والعسكرية تتابع التطورات عن كثب، وتضع سيناريوهات متعددة للتعامل مع الوضع، في حال فشل المسار الدبلوماسي.
بيان أمريكي: "نسعى لحل يحفظ الأرواح"
في تصريح مقتضب، قال مسؤول في الخارجية الأمريكية: "نحن نعمل مع شركائنا الإقليميين والدوليين لإيجاد حل إنساني يحفظ الأرواح ويمنع التصعيد، مع احترام متطلبات الأمن والاستقرار في المنطقة."
اختبار حاسم للدبلوماسية الإقليمية
تُعد هذه المفاوضات اختبارًا حاسمًا لفعالية الوساطات الإقليمية والدولية في معالجة الملفات الأمنية المعقدة في غزة، وبينما تتباين مواقف الأطراف، يبقى مصير المقاتلين في أنفاق رفح معلقًا على خيط رفيع من التفاهمات السياسية، وسط ترقب شعبي ورسمي لما ستؤول إليه هذه الجهود.
طالع أيضًا:
وزير الخارجية المصري: ضخ كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة