قال فتحي أبو يونس، رئيس منتدى مديري أقسام الخدمات الاجتماعية العرب ورئيس قسم الخدمات الاجتماعية في بلدية سخنين، إن المعطيات الواردة في تقرير الأمن الغذائي الأخير "تعكس واقعًا نعيشه يوميًا، وكنّا نحذر منه منذ سنوات طويلة".
وأضاف في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن تراكم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية منذ جائحة كورونا ثم الحرب دفع آلاف العائلات إلى دائرة الفقر وإلى انعدام أمن غذائي حقيقي.
وكشفت معطيات التقرير عن تفاوت كبير بين الفئات في المجتمع العربي، حيث تعاني 58% من الأسر العربية من انعدام الأمن الغذائي، ولا تحظى سوى 10% منها بمستوى عالٍ من الأمن الغذائي.
تعريف الفقر
وأوضح أبو يونس أن الفقر، وفق التعريف المهني، "ليس مجرد غياب الشبع، بل غياب القدرة على شراء الحاجات الأساسية التي تمكّن الإنسان من النمو الطبيعي وممارسة حياته اليومية".
وتابع: "الخبز والسكر قد يشبعان، ولكن لا يوفّران البروتينات والفيتامينات الضرورية لنمو الأطفال، ولا يساعد الطلاب على التركيز في المدرسة، ولا يضمن صحة المسن وقدرته على أداء مهامه".
السمنة بين الطلاب العرب
وأشار إلى أن السمنة المنتشرة بين الطلاب العرب "لا تعني أمانًا غذائيًا"، لأن كثيرًا من الأطفال يستهلكون كميات كبيرة من الخبز والسكر، وهي الأغذية الأرخص.
وأوضح: "الأبحاث تشير إلى نسب سمنة قد تصل إلى 40% في بعض البلدات العربية، وهذا ليس مسألة شكلية، بل خطر مباشر على القدرات العقلية والحركية وعلى صحة الإنسان في المستقبل".
وحول العلاقة بين القدرة الاقتصادية وترشيد الاستهلاك، قال أبو يونس إن مشكلة انعدام الأمن الغذائي في المجتمع العربي ليست مسألة سلوك فردي فقط.
واستطرد: "هناك نسبة ضئيلة من العائلات التي تسيء إدارة أموالها، لكن الأغلبية العظمى ببساطة لا تملك الإمكانية، نتحدث عن عائلات تعيش على ضمان الدخل، خمسة أفراد يتقاضون نحو أربعة آلاف شيكل. ماذا يمكن أن يشتروا غير الخبز والسكر؟".
دور أقسام الخدمات الاجتماعية
وبشأن دور أقسام الخدمات الاجتماعية، شدد أبو يونس على أن هذه الأقسام "لا توزع سلال غذائية"، وأن عملها يتركز في برامج تأهيل مهني ومرافقة للعائلات بهدف إخراجها من دائرة الفقر.
واختتم حديثه قائلًا: "وظيفتنا ليست إعطاء الطعام، بل مساعدة العائلات على العودة إلى سوق العمل والاعتماد على نفسها مثل باقي أفراد المجتمع".
