ارتقاء عامل فلسطيني من قلقيلية إثر سقوطه عن جدار الفصل قرب القدس

ارتقى العامل الفلسطيني جهاد عمر قزمار من بلدة عزبة سلمان جنوب قلقيلية في الضفة الغربية، إثر سقوطه عن جدار الفصل قرب بلدة الرام شمال القدس، أثناء محاولته التوجه إلى عمله داخل إسرائيل صباح اليوم.

ووفقًا لمصادر محلية، كان العامل جهاد قزمار يحاول عبور الجدار للوصول إلى مكان عمله، قبل أن يسقط من ارتفاع كبير، ما أدى إلى وفاته على الفور.

الضحية جهاد عمر قزمار (مواقع التواصل)

والحادثة تأتي ضمن سلسلة مؤلمة من الحوادث التي يتعرض لها العمال الفلسطينيون أثناء محاولاتهم اليومية لعبور الجدار بحثًا عن مصدر رزق يعيلون به أسرهم.

معاناة العمال الفلسطينيين

يواجه آلاف العمال الفلسطينيين مخاطر يومية أثناء محاولاتهم الوصول إلى أماكن عملهم، حيث يتعرضون للملاحقة والاعتقالات، إضافة إلى الإصابات الناجمة عن السقوط أو التدافع عند نقاط العبور غير الرسمية.

وتشير تقارير حقوقية إلى أن عشرات العمال ارتقوا أو أصيبوا بجروح متفاوتة خلال السنوات الأخيرة نتيجة هذه الظروف القاسية.

تداعيات الحرب على غزة

منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مُنع أكثر من 120 ألف عامل فلسطيني من العودة إلى أعمالهم داخل إسرائيل، ما أدى إلى تفاقم أزمة البطالة وارتفاع الضغوط المعيشية على العائلات الفلسطينية، وهذا المنع جعل محاولات عبور الجدار أكثر خطورة، حيث يسعى العمال إلى إيجاد طرق بديلة محفوفة بالمخاطر لتأمين لقمة العيش.

ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام

أبعاد إنسانية واقتصادية

الحادثة الأخيرة تسلط الضوء على البعد الإنساني لأزمة العمال الفلسطينيين، الذين يجدون أنفسهم بين خيارين أحلاهما مر: إما مواجهة البطالة والفقر، أو المخاطرة بحياتهم لعبور الجدار.

ويؤكد مراقبون أن استمرار هذه الظروف يفاقم من الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في الضفة الغربية، ويزيد من معاناة الأسر التي تعتمد بشكل أساسي على دخل أبنائها العاملين.

وفي تعليق على الحادثة، قال أحد الناشطين الحقوقيين في قلقيلية: "ارتقاء جهاد قزمار يذكّرنا بالثمن الباهظ الذي يدفعه العمال الفلسطينيون يوميًا في سبيل تأمين لقمة العيش، وهذه الحوادث المأساوية تستدعي تحركًا عاجلًا لتوفير حلول إنسانية وآمنة تضمن حقهم في العمل دون تعريض حياتهم للخطر."

وبهذا، يظل ملف العمال الفلسطينيين العالقين بين الجدار والبطالة أحد أبرز التحديات الإنسانية التي تحتاج إلى معالجة جادة، بعيدًا عن المخاطر التي تحصد أرواح الأبرياء.

طالع أيضًا:

إضراب شامل..ارتقاء فلسطينيين برصاص الجيش بزعم تنفيذ عملية دهس في الخليل