كشفت والدة فتى من مدينة أم الفحم (14 عامًا)، مصاب باضطراب التوحد، تفاصيل ظروف اعتقاله ومعاملته، بعد أن وُجّهت له تهم أمنية عديدة، أبرزها الانتماء إلى مجموعة تدعم تنظيم إرهابي.
الوالدة، -رفضت ذكر اسمها-، قالت إن احتجاز ابنها يتم في ظروف لا تراعي وضعه الصحي والنفسي، رغم إدراك الجهات المسؤولة لطبيعة مرضه وحاجاته الخاصة.
وأضافت في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "يوم جديد" ، على إذاعة الشمس، أن ابنها البالغ 14 عاما يمر بظروف "قاسية وغير إنسانية" داخل السجن.
وتابعت: "الولد يعاني من توحد، إضافة إلى مشكلات نفسية عديدة، منها الخوف والرهاب الاجتماعي، وهو غير قادر على النوم لوحده أو الأكل العادي أو ارتداء أي ملابس ليست مخصصة له".
وأشارت إلى أن وجوده منفردا داخل الزنزانة فاقم حالته، بعدما تعرّض لمضايقات عندما تم احتجازه مع سجناء آخرين.
مخالفة أمر المحكمة
وكشفت أن المحكمة كانت قد أصدرت أوامر واضحة بتحسين ظروف اعتقاله ومنع ضربه، إلا أن "إدارة السجن لم تنفذ القرارات"، على حد قولها، مضيفة: "المحكمة تطلب، لكن السجن لا يلتزم، يتم إبلاغ المحكمة كل مرة بعدم تنفيذ التعليمات، ويستمر الضرب والمنع من التواصل".
وشددت الأم على أن تعامل الجيش الإسرائيلي مع ابنها منذ لحظة الاعتقال كان "عنيفا ومبالغا فيه"، موضحة أن الاعتقال جرى أثناء وجود العائلة في زيارة إلى رام الله، حيث "دخل الجنود بطريقة عنيفة، وتم التعامل مع الولد كما لو أنه رجل بالغ يشكل خطرا، وتم ضربه والتحقيق معه لساعات، ومنعوني حتى من إعطائه الماء".
ظروف عائلية صعبة
وأضافت أن العائلة لم تتمكن من رؤية ابنها منذ لحظة اعتقاله، وأنه نُقل مباشرة إلى المحكمة ثم إلى السجن، وتعرض خلالها لـ"الضرب والتهديد"، على حد وصفها.
وتحدثت الأم عن أثر الاعتقال عليها كعائلة، قائلة: "نحن أمام حالة إنسانية معقدة، الإبن هو أغلى ما نملك، خصوصا عندما يكون ضعيفا جسديا ونفسيا، اليوم وزنه لا يتجاوز 35 كيلو، وحالته تزداد سوءا".
وأوضحت أنها توجهت للإعلام ولجميع الجهات الممكنة، وأن اليوم من المقرر عقد جلسة جديدة في المحكمة المركزية في تل أبيب، في ظل توقعات بتأجيل إضافي بسبب تأخر الجهات المختصة في إصدار التوجيهات المطلوبة.