قال السياسي الفلسطيني نبيل عمرو إن واقع القضية الفلسطينية اليوم يختلف جذريا عن الظروف التي سبقت قيام دولة إسرائيل، رغم وجود تشابه ظاهري في ما يتعلق بمحاولات فرض أمر واقع جديد على الأرض.
وأضاف في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن "ما يجري في الضفة وغزة لا يلغي أن هناك قضية مركزية يتابعها العالم، وهي ضرورة إزالة الحواجز التي تقطع أوصال الأرض الفلسطينية".
وأشار إلى أن ما يعرف بالخط الاصفر تحول فعليا إلى "حدود مكعبات" تحد حركة الفلسطينيين وتعمق السيطرة الإسرائيلية من خلال المشاريع الاستيطانية الجديدة والحواجز والبوابات العسكرية.
واضاف ان "كل ما يجري الآن مؤقت، لكن الخشية تكمن في تحول هذا المؤقت الى دائم إذا ما تخاذل العالم وتخاذل الشعب الفلسطيني عن الدفاع عن حقوقه".
وأكد أن التجربة التاريخية أثبتت أن الفلسطينيين لم يرفعوا الراية البيضاء في أي مرحلة، قائلا: "لو كان نموذج أوسلو هو الخيار الوحيد لرفع الشعب الفلسطيني الراية البيضاء، لكنه لم يفعل، ولم تكن أوسلو الفرصة الاخيرة".
وأضاف أن انهيار الصيغة القديمة لا يعني انتهاء الخيارات أو انتهاء النضال السياسي.
الموقف العربي
وحول الموقف العربي والدولي، عبّر عمرو عن تفاؤله بالموقف السعودي الواضح تجاه ضرورة قيام دولة فلسطينية، رافضا بشكل قاطع الربط بين هذا الموقف وصفقات الأسلحة، قائلا: "السعودية دولة محورية ذات وزن دولي، ولم ولن تساوم على حق الفلسطينيين مقابل صفقات طائرات أو غيرها".
وأشار إلى أن الاصطفاف العربي والإسلامي كان له دورًا مهمًا في الضغط من أجل وقف إطلاق النار.
تطور الموقف الأمريكي
وعن التباين بين التعاطف العالمي الكبير مع القضية الفلسطينية والواقع الصعب على الأرض، أوضح عمرو أن الأهداف الإسرائيلية معروفة، وأن "كل ما تفعله اسرائيل من حرب في الضفة او حرب حقيقية في غزة هدفه منع قيام دولة فلسطينية".
لكنه شدد على أن التطور في الموقف الأمريكي مهم، خاصة مع طرح مشروع قرار في مجلس الأمن يشير للمرة الأولى إلى الدولة الفلسطينية.
ورفض عمرو وصف السلطة الفلسطينية بأنها "شبه منهارة"، موضحا أن هناك سلطة قائمة تحتاج إلى إصلاحات، لكن وجودها يمثل جزءا أساسيا من معركة تثبيت الحق الفلسطيني.
وختم حديثه بالقول: "حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره لا يرتبط بخلل داخلي، بل بضرورة لجم اسرائيل عن مواصلة عدوانها ومصادرة الارض".