يشهد لبنان تصاعدًا في التوتر بعد اغتيال مسؤول بارز في حزب الله، في خطوة اعتبرها مراقبون تصعيدًا مفاجئًا من قبل إسرائيل.
وقال الصحافي والمحلل السياسي حسام كنفاني، إن حزب الله يمر "بحالة صعبة حاليًا"، موضحًا أن "الاغتيالات في لبنان مستمرة منذ أشهر، حيث يسقط يوميًا بين اثنين أو ثلاثة من عناصر الحزب".
وأضاف في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن التنظيم لا يستطيع الرد في الوقت الحالي، لافتًا إلى أن أي رد سيكون له تداعيات واسعة على لبنان بأكمله.
وتابع: "العملية الأخيرة كانت متوقعة ضمن سياق التصعيد، لكنها جاءت بشكل مفاجئ، إسرائيل استندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة لتحديد موقع المسؤول المستهدف".
وأضاف أن الشخص الذي اغتيل لم يكن مقاتلا عاديًا، مؤكدًا أن هذا الأمر يعكس حجم المخاطر التي يواجهها الحزب في المرحلة الحالية.
مواجهة مفتوحة؟
وأكمل: "حزب الله، رغم إمكانياته، لن يجر لبنان إلى مواجهة مفتوحة، وأي رد من جانبه سيُدرس بعناية وسيتم تحديد الوقت والمكان المناسبين للرد، في ظل إدراكه أن أي تصعيد مباشر سيؤدي إلى تداعيات كبيرة على لبنان".
وربط كنفاني بين هذا التصعيد والأوضاع السياسية الداخلية، مؤكدًا أن الخطوة الإسرائيلية قد تستهدف الضغط على الحكومة اللبنانية لتسريع مسار حصر السلاح، لكنه استبعد أن تكون الحكومة قادرة على تنفيذ ذلك فعليًا، مشيرًا إلى أن "أي مواجهة مع حزب الله قد تؤدي إلى انقسام الجيش وحرب أهلية".
وأضاف أن الضغوط الأمريكية على لبنان كبيرة جدًا، بما في ذلك تهديدات بفرض عقوبات اقتصادية، لكنها تواجه "عجزًا عمليًا عن التنفيذ بسبب المخاطر الأمنية والسياسية".
وأكد "كنفاني" أن إسرائيل، رغم الاتفاقات السابقة على وقف العمليات العسكرية، "تمتلك حرية التحرك داخل الأجواء والأراضي اللبنانية، وتستمر في اغتيال عناصر ومسؤولين في حزب الله"، موضحًا أن الهدف من هذا النهج هو خلق ضوء أخضر لمزيد من الاستهدافات المستقبلية.
وختم بالقول إن "الوضع في لبنان حساس للغاية، وأن أي تصعيد إضافي يجب أن يُقاس بدقة، لأن حزب الله لن يرد بشكل عشوائي، لكنه يحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب لضمان عدم استغلال الموقف ضد الأمن اللبناني واستقرار البلاد".