أكدت هيفا بدارنة، مهندسة بلدية عرابة، على ضرورة وضع خطط استراتيجية للتعامل مع مياه الأمطار والفيضانات.
وأضافت في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "الظهيرة حتى الآن"، على إذاعة الشمس، أن الحلول يجب أن تكون على مرحلتين: التحضير قبل موسم الشتاء وتنظيف الشبكات، ثم تنفيذ حلول قصيرة وطويلة المدى لمعالجة نقاط الضعف في شبكة تصريف المياه.
وتابعت: "شبكات الصرف الصحي تختلف عن شبكات تصريف مياه الأمطار، وأن دمج الشبكتين يسبب فيضانات ومشكلات تتطلب تخطيطًا هندسيًا دقيقًا من قبل مختصين".
كما شددت على أهمية تقدير الميزانيات اللازمة لتنفيذ هذه الخطط ومتابعتها بشكل مستمر لضمان فعاليتها، مشيرة إلى أن دور البلديات هو إيجاد حل جذري لكل المعوقات.
ما الفرق بين الأحياء القديمة والجديدة؟
وأضافت أن التحديات تختلف بين الأحياء القديمة والجديدة، مشيرة إلى أن الأحياء القديمة غالبًا ما تواجه مشاكل متراكمة بسبب العمر الطويل للبنية التحتية، بينما في الأحياء الجديدة يجب أن تكون الشبكات مخططة مسبقًا قبل بناء المنازل، مع مراعاة ارتفاع الشوارع والمنازل لتجنب تجمع المياه.
وأضافت أن كثافة البناء في بعض الأحياء تضغط على شبكات تصريف مياه الأمطار، ما يزيد من احتمالية الفيضانات، مؤكدة أن أي مشروع تطويري يجب أن يسبقه دراسة شاملة للبنية التحتية، مع مراعاة قدرة الشبكات على استيعاب المياه، وضمان توافقها مع ارتفاعات الشوارع والمنازل لتجنب تجمع المياه داخل البيوت.
وأشارت إلى أن تنفيذ الحلول يتطلب أحيانًا تعاون المواطنين، خصوصًا عند الحاجة لمد الشبكات عبر أراضيهم، مؤكدة أن مشاركة السكان ضرورية لضمان حلول مستدامة وشاملة.
أزمة التمويل
كما نوهت إلى أن التمويل يمثل عائقًا كبيرًا، حيث تُقدّم الوزارات ميزانيات محدودة جدًا، لا تغطي سوى جزء بسيط من الاحتياجات، وأنه يجب أن تتعاون جميع الجهات المعنية بما فيها وزارات الإسكان والداخلية والمواصلات لضمان تطوير بنية تحتية متينة ومستدامة.
واختتمت بدارنة بالتأكيد على أن التخطيط المهني والاستعداد المبكر، إلى جانب التوعية والتعاون مع المواطنين، هو السبيل الأمثل لتقليل مخاطر السيول وحماية الممتلكات والأرواح.
