حصد الفيلم الفلسطيني "حبيبي حسين" للمخرج أليكس بكري، والذي يعد إنتاجًا مشتركًا فلسطينيًا-ألمانيًا-سعوديًا-سويديًا، جائزة مهرجان القاهرة الدولي للأفلام، وسط إشادات واسعة بقيمته الفنية والإنسانية.
ويتناول الفيلم قصة حسين، آخر عارض أفلام في سينما جنين، الذي يحاول استعادة وظيفته بعد أن شرعت منظمة ألمانية غير حكومية في مشروع لترميم السينما.
من جانبه، قال المخرج أليكس بكري إن الفيلم يسلط الضوء على الجهود الفردية للخبرات المحلية في مواجهة تهميش الخبرات الفلسطينية لصالح الخبرات الأجنبية، لافتًا إلى أن حسين كان يشغل جميع مهام السينما بداية من تشغيل الأجهزة وبيع التذاكر وحتى التسويق والترويج.
وأضاف في مداخلة ضمن برنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس، أن أول لقاء له مع حسين أثناء تشغيله للماكينة القديمة في السينما، كان لحظة سحرية ألهمته لفكرة الفيلم، مضيفًا أن الفيلم استغرق 17 سنة من البحث والتصوير والتحرير لتجميع 250 ساعة مصورة على مدار سنتين في فيلم نهائي مدته ساعة ونصف.
وأشار بكري إلى أن الفيلم لا يكتفي بسرد تجربة حسين في جنين، بل يمتد إلى تسليط الضوء على دور المنظومة الغربية في مشاريع الإعمار في فلسطين، وكيف أن المساعدات الخارجية غالبًا ما تترافق مع تهميش للخبرات المحلية وتعزيز لهيمنة الجهات الأجنبية، معربًا عن أن الفيلم يعكس عدم توازن القوة بشكل واضح من خلال تصوير دور الخبرة الألمانية مقابل الخبرة المحلية الفلسطينية.
وعن شعوره بعد فوز الفيلم بالجائزة، قال بكري إن هذا التكريم كان بمثابة إحقاق لحق حسين، الذي قضى حياته محاولة أن يكون مرئيًا في مشروع إعادة الحياة للسينما، مضيفًا أن الفيلم يحمل اسمه كنوع من الإهداء والتقدير لجهوده.
ويعد "حبيبي حسين" مثالًا بارزًا على قدرة السينما على دمج القصص الإنسانية المحلية مع قضايا أوسع تتعلق بالإعمار والثقافة والمقاومة، وقد حقق صدى كبيرًا لدى الجمهور والنقاد في المهرجان.