أعلن مستشفى رمبام في مدينة حيفا أن قسم العناية المركزة للأطفال يشهد ضغطًا غير مسبوق منذ ذروة جائحة كورونا، وذلك نتيجة تزايد الحالات الحرجة بين الأطفال الرضع الذين يحتاجون إلى تدخلات طبية متقدمة، وأوضح المستشفى أن أربعة أطفال رُضع يخضعون للعلاج حاليًا، وقد تم وصلهم بأجهزة الإيكمو (ECMO) بسبب مشاكل تنفسية خطيرة.
حالات حرجة بسبب الإنفلونزا والحصبة
أشار المستشفى إلى أن اثنين من هؤلاء الرضع في حالة خطرة إثر مضاعفات إصابتهما بفيروس الإنفلونزا، وهو ما يعكس خطورة الموسم الحالي للأمراض التنفسية.
كما أوضح أن رضيعًا آخر نُقل الأسبوع الماضي إلى المستشفى بعد إصابته بمضاعفات خطيرة ناجمة عن مرض الحصبة، الأمر الذي يثير القلق بشأن عودة أمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات.
تدخلات طبية متقدمة
أما الحالة الرابعة فهي لرضيع تم توصيله بجهاز الإيكمو نتيجة مشكلة طبية غير مرتبطة بعدوى فيروسية، ما يبرز تنوع الحالات التي تستدعي استخدام هذه الأجهزة المتقدمة.
ويُعتبر جهاز الإيكمو من أكثر الوسائل الطبية تعقيدًا، حيث يعمل على دعم وظائف القلب والرئتين في الحالات التي تعجز فيها الأجهزة التقليدية عن إنقاذ حياة المرضى.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ضغط متزايد على الطواقم الطبية
إدارة المستشفى أكدت أن هذه الحالات مجتمعة تضع ضغطًا كبيرًا على الطواقم الطبية في قسم العناية المركزة للأطفال، خاصة أن الأجهزة المتقدمة مثل الإيكمو محدودة العدد وتحتاج إلى متابعة دقيقة من فرق متخصصة.
وأشارت إلى أن الوضع الحالي يُعيد إلى الأذهان التحديات التي واجهتها المستشفيات خلال ذروة جائحة كورونا، حيث كان الطلب على أجهزة التنفس الصناعي والإيكمو يفوق القدرة الاستيعابية.
وفي بيان رسمي، شدد المستشفى على ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التطعيم ضد الأمراض المعدية مثل الإنفلونزا والحصبة، مؤكدًا أن الوقاية تبقى السبيل الأهم لتقليل الضغط على المستشفيات وحماية الأطفال من المضاعفات الخطيرة.
وجاء في البيان: "إن قسم العناية المركزة للأطفال يواجه تحديات يومية غير مسبوقة، ونؤكد أن التطعيم والوقاية هما خط الدفاع الأول لحماية حياة الصغار."
وبهذا، يتضح أن الأزمة الحالية ليست مجرد مشكلة طبية، بل جرس إنذار يستدعي تكاتف المجتمع والجهات الصحية لتفادي تكرار سيناريوهات الضغط التي شهدتها المستشفيات في فترات الأوبئة السابقة.
طالع أيضًا:
د. موسى معروف: حالة الأطفال المصابين في مجدل شمس مُستقرة ويتلقوا مساعدة نفسية