شهدت الضفة الغربية الليلة الماضية حملة اعتقالات واسعة نفذتها القوات الإسرائيلية في عدد من المحافظات، تزامنًا مع اقتراب ذكرى تأسيس حركتَي حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وأكد الصحافي حافظ أبو صبرة من نابلس، أن الحملة اتّسمت باتساع غير مسبوق، وشملت اعتقالات ميدانية وتحقيقات سريعة أعقبها الإفراج عن عدد كبير من المحتجزين.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس، أن عمليات الاعتقال جاءت في وقت تعاني فيه المخيمات الفلسطينية في شمال الضفة الغربية أوضاعًا مناخية صعبة، حيث يقيم نحو 45 ألف عائلة في ظروف قاسية زادت من حدّة التوتر خلال الساعات الماضية.
وأوضح أن التحقيقات مع الموقوفين ركّزت على تحذيرات مباشرة من إقامة أي فعاليات أو مظاهر احتفالية في ذكرى انطلاقة الفصائل خلال اليومين المقبلين.
وأشار إلى أن مدينة نابلس ومخيم عسكر كانا محورًا رئيسيًا للحملة، حيث نُصب مركز تحقيق ميداني شهد استجواب عشرات الأشخاص.
وتابع: "من بين أبرز من تم التحقيق معهم: الشيخ ماهر الخراز داخل منزله في البلدة القديمة، ود. غسّان بدران المحاضر في جامعة النجاح الوطنية، ود. ناصر الدين الشاعر نائب رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق".
وحول المزاعم الإسرائيلية بوجود بنية تحتية عسكرية في الضفة، أكد أبو صبرة أن ما يُنشر في بيانات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية "لم يظهر له أي أثر على الأرض"، مشيرًا إلى أن المشاهد الموثقة خلال الأشهر الماضية اقتصرت على اشتباكات وعبوات ناسفة وهجمات ينفذها الجيش داخل المخيمات.
واعتبر أن ما يجري هو "محاولة لإعادة هندسة جغرافية المخيمات وفرض وقائع أمنية جديدة".
حافظ أبو صبرة: اعتداءات المستوطنين لم تتراجع
وفيما يتعلق باعتداءات المستوطنين، شدد أبو صبرة على أنها لم تتراجع رغم الحديث الرسمي عن إجراءات للحد منها.
وبيّن أن الأيام الأخيرة شهدت سلسلة هجمات، من بينها اعتداء مسلح على مزارعين في منطقة ريتا، وهجمات في قرية الطيبة المسيحية قرب رام الله قبل أعياد الميلاد، إضافة إلى اعتداءات متكررة في محيط نابلس والخليل وبيت لحم.
وختم أبو صبرة بالقول إنّ "الأيام المقبلة قد تكون أصعب في ظل تزايد نشاط المستوطنين والإجراءات الإسرائيلية على الأرض، سواء من جهة الحملات الأمنية أو الاعتداءات ضد المواطنين الفلسطينيين".