قام نائب وزير الخارجية التايواني، فرانسوا وو، بزيارة غير معلَن عنها إلى إسرائيل خلال الأسابيع الماضية، في خطوة نادرة تعكس رغبة تايبيه في تعزيز التعاون الدفاعي والتكنولوجي مع تل أبيب، وفق ما نقلت وكالة "رويترز" عن ثلاثة مصادر مطلعة.
خلفية دبلوماسية معقدة
تايوان لا تربطها علاقات دبلوماسية رسمية إلا مع عدد محدود من الدول، نتيجة ضغوط بكين التي تعتبر الجزيرة جزءاً من أراضيها، وكما هو الحال مع معظم دول العالم، تعترف إسرائيل رسمياً ببكين وليس بتايبيه، ما يجعل مثل هذه الزيارات على مستوى رفيع نادرة للغاية.
دعم سياسي وتواصل متزايد
رغم محدودية العلاقات الرسمية، تعتبر تايوان إسرائيل شريكاً مهماً، وقدمت دعماً سياسياً لها عقب أحداث السابع من أكتوبر 2023 والحرب على غزة.
ومنذ ذلك الوقت ارتفع مستوى التواصل بين الجانبين، حيث أكدت المصادر أن زيارة وو جرت هذا الشهر، دون الكشف عن هوية المسؤولين الذين التقاهم أو تفاصيل الملفات التي نوقشت.
التعاون الدفاعي ونظام "تي-دوم"
من غير المعروف ما إذا كان الحديث خلال الزيارة قد تطرّق إلى نظام الدفاع الجوي التايواني الجديد "تي-دوم" (T-Dome)، الذي كشف عنه الرئيس لاي تشينغ-ته في أكتوبر الماضي، والمصمم جزئياً على غرار منظومة الدفاع الإسرائيلية متعددة الطبقات.
ويختلف النظام التايواني عن نظيره الإسرائيلي بدمجه بين صواريخ "باتريوت" الأميركية و"سكاي بو" المصنعة محلياً، إضافة إلى مدافع مضادة للطائرات.
تصريحات رسمية وتحفظات
وزارة الخارجية التايوانية رفضت التعليق على تفاصيل الزيارة، مكتفية بالقول في بيان إن "تايوان وإسرائيل تتشاركان قيم الحرية والديمقراطية، وستواصلان العمل لتعزيز التعاون والمنفعة المتبادلة في مجالات التجارة والتكنولوجيا والثقافة"، فيما رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق.
وزير الخارجية التايواني، لين تشيا لونغ، كان قد صرّح الشهر الماضي في تايبيه بأن هناك "تبادلاً للخبرات وتفاعلات في مجالي التكنولوجيا والدفاع بين تايوان وإسرائيل"، مشيراً إلى أن لدى إسرائيل نظام "القبة الحديدية"، بينما أعلنت تايوان عن نظام "تي-دوم".
حضور دبلوماسي محدود وتاريخ من التعاون
رغم اعتراض بكين، تحتفظ تايوان بسفارة في تل أبيب، كما تمتلك إسرائيل بعثة دبلوماسية في تايبيه، وتستضيف الجزيرة بانتظام مسؤولين ومشرّعين إسرائيليين.
وكانت العلاقات الثنائية قد واجهت اختباراً العام الماضي بعد أن تبيّن أن أجهزة نداء استخدمت في هجوم إسرائيلي ضد عناصر من حزب الله تحمل علامة تجارية لشركة تايوانية، لكن الجانبين قلّلا من تأثير الحادث على التعاون القائم.
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية التايوانية، جاء: "تايوان ستواصل العمل مع إسرائيل لتعزيز التعاون العملي في المجالات ذات المنفعة المشتركة، بما يشمل التكنولوجيا والدفاع والتجارة، وذلك في إطار قيم الحرية والديمقراطية التي تجمع بين الجانبين"، مؤكدة أن العلاقات ستبقى قائمة رغم التحديات السياسية والدبلوماسية.
وبهذا، تعكس الزيارة غير المعلَن عنها لنائب وزير الخارجية التايواني إلى إسرائيل مساراً جديداً في العلاقات الثنائية، يقوم على تعزيز التعاون الدفاعي والتكنولوجي، وسط معادلات إقليمية ودولية معقدة.
طالع أيضًا: