شهدت مدن وبلدات الضفة الغربية خلال الساعات الماضية سلسلة اقتحامات ومداهمات واسعة، رافقها مصادرة أراضٍ وإصدار أوامر إخلاء بحق عشرات المنازل، إلى جانب اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين على المزارعين أثناء موسم قطف الزيتون، ما أسفر عن إصابات وخسائر في الممتلكات الزراعية.
ارتقى طفل برصاص قوات الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم السبت، في بلدة السيلة الحارثية غرب جنين.
ارتقاء طفل في السيلة الحارثية
وأفادت مصادر أمنية بأن قوات الجيش الإسرائيلي، أطلقت الرصاص الحي صوب الطفل محمد إياد محمد عباهرة (16 عاما) في السيلة الحارثية، ما أدى إلى ارتقائه، ومن ثم احتجزت جثمانه.
وكانت قوات الجيش الإسرائيلي قد اقتحمت السيلة الحارثية، في وقت سابق من مساء اليوم، وداهمت عددا من المنازل، وأطلقت الرصاص الحي، وقنابل الصوت وسط اندلاع مواجهات مع المواطنين، فيما اعتلى القناصة أسطح عدد من البنايات.
وبارتقاء الطفل عباهرة، ترتفع حصيلة الضحايا في محافظة جنين منذ بدء الاجتياح على المدينة ومخيمها في الحادي والعشرين من كانون ثاني/ يناير الماضي إلى 60 ضحية.
تجريف مساحات من أراضي سهل ترمسعيا
قال رئيس بلدية ترمسعيا لافي الشلبي، إن جرافات إسرائيلية تعمل منذ عدة أيام على تجريف مساحات من الأراضي، واقتلاع مئات الأشجار في سهل ترمسعيا الواقع شرق البلدة.
وأضاف الشلبي أن الجيش الإسرائيلي يمنع دخول الأهالي للمنطقة، معلنًا أنها منطقة عسكرية مغلقة.
وأوضح أن التقديرات تشير إلى أن نحو 4 آلاف شجرة مهددة بالاقتلاع، في ظل استمرار عمليات التجريف.
نابلس: إخلاء منازل تمهيدها لهدمها
أفادت مصادر فلسطينية بأن ست عائلات فلسطينية أخلت اليوم،منازلها قسرا، في شارع التعاون بمدينة نابلس، تمهيدًا لهدمها من قبل الجيش الإسرائيلي.
وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم ، طفلًا يبلغ من العمر 14 عامًا، خلال اقتحام بلدة بيتا جنوب نابلس.
وداهمت القوات الإسرائيلي فجر اليوم السبت، البلدة القديمة بمدينة نابلس، حيث انتشرت فرق المشاة داخل الحارات.
وفي طوباس، شمال الضفة، نفذت القوات عمليات دهم لمنازل الأهالي وانتشرت في عدة أحياء، وذلك بعد اقتحام مخيم الفارعة وبلدة طمون جنوب شرق المدينة.
مصادرة أراضٍ وأوامر إخلاء في القدس
التقرير الأسبوعي الصادر عن "المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان" كشف أن السلطات صادرت نحو 64 دونمًا من أراضي قرية أم طوبا، ما يهدد بإخلاء 30 منزلًا يقطنها 139 مواطنًا.
كما أجبرت السلطات سكانًا في بلدتي الطور وبيت حنينا على هدم أجزاء من منازلهم ذاتيًا بحجة عدم الترخيص، فيما هاجم مستوطنون مزارعين في بلدة حزما أثناء قطف الزيتون.
اعتداءات في الخليل وبيت لحم
في الخليل، أصيبت مواطنة بجروح جراء اعتداء مستوطنين عليها في حي تل الرميدة، كما أتلفت مزروعات وخزانات مياه في مسافر يطا، وفي بيت لحم، احتجز مزارعون وسُرقت هوياتهم، إضافة إلى الاعتداء على قاطفي الزيتون تحت تهديد السلاح وسرقة مركبات ومعدات طاقة شمسية.
مواجهات في رام الله وسلفيت
في رام الله، أُجبر مزارعون على مغادرة أراضيهم وأُطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، فيما هاجم مستوطنون مسلحون قاطفين في قرى مجاورة، أما في سلفيت، فقد سُرقت محاصيل زيتون ومعدات زراعية، وضُخت مياه عادمة في أراضٍ مزروعة، إلى جانب تكسير أشجار وسرقة ثمارها.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
اعتداءات في قلقيلية والأغوار
في قلقيلية، واصلت القوات تجريف أراضٍ زراعية لإقامة جدار شائك، بينما أطلق مستوطنون النار على مزارعين في قرية أماتين ما أدى إلى إصابات متوسطة.
وفي الأغوار الشمالية، هاجم مستوطنون مساكن المواطنين ورعاة الماشية، واعتدوا على مدرسة عرب الكعابنة، إلى جانب أعمال تجريف وحفر في أراضٍ زراعية تمهيدًا للاستيلاء عليها.
وفي ختام التقرير، أكد "المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان" أن هذه الممارسات تمثل سياسة ممنهجة تهدف إلى تهجير السكان الأصليين والسيطرة على أراضيهم، مضيفًا: "إن استمرار هذه الانتهاكات يهدد مستقبل الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية، ويستدعي تدخلًا دوليًا عاجلًا لوقفها."
وبهذا، تتواصل الاعتداءات والمصادرات في الضفة الغربية، وسط دعوات متزايدة لحماية المزارعين والسكان من سياسات التهجير والاستيطان المتصاعدة.
طالع أيضًا:
تطورات الضفة الغربية| اقتحامات واعتقالات وإصابة طبيب برصاص الجيش في جنين