تواصل القوات الإسرائيلية منذ فجر اليوم السبت عملياتها العسكرية في مختلف مناطق قطاع غزة، عبر غارات جوية مكثفة وقصف مدفعي وعمليات نسف للمنازل والمباني السكنية، في وقت يواجه فيه السكان أوضاعًا إنسانية صعبة نتيجة العاصفة الجوية والمنخفض الذي يضرب القطاع.
غارات وقصف في عدة محاور
مصادر محلية أفادت بأن الطائرات الحربية شنت سلسلة غارات في حي التفاح شرقي مدينة غزة، بالتوازي مع قصف مدفعي مكثف وعمليات نسف لمبانٍ شرق مدينة خانيونس، إضافة إلى استهدافات جوية في رفح ومناطق شرقي القطاع، كما سُجل إطلاق نار متكرر في عدة محاور، لا سيما على جانبي ما يُعرف بـ"الخط الأصفر".
وفي شمال القطاع، أعلنت مصادر طبية صباح اليوم ارتقاء الشاب محمد صبري الأدهم (18 عامًا) برصاص القوات الإسرائيلية في جباليا النزلة، فيما أطلقت طائرات مروحية نيرانها شرق دير البلح وسط القطاع.
تحذيرات الدفاع المدني وانهيارات متزايدة
المديرية العامة للدفاع المدني في غزة حذّرت الأهالي والنازحين من مخاطر الإقامة في منازل سبق أن تعرضت للقصف وتعاني من تصدعات بنيوية، وأوضحت أن طواقمها تعاملت اليوم مع ثلاثة منازل انهارت جزئيًا في أحياء النصر وتل الهوا والزيتون نتيجة الأمطار الغزيرة وتأثرها السابق بالقصف.
وقد أشارت تقارير محلية إلى ارتقاء 16 مواطنًا بينهم 3 أطفال جراء انهيار منازل متصدعة بفعل العاصفة، وسط غياب الحماية والإغاثة الكافية.
خسائر إنسانية ومادية جسيمة
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أعلن أن 11 شخصًا قضوا بانهيار بنايات متضررة سابقًا بالقصف وتأثرت بالمنخفض، وقدرت الخسائر المادية الأولية بنحو 4 ملايين دولار، إضافة إلى تلف مواد غذائية ومساعدات إغاثية ومخزون طوارئ في عدة مراكز إيواء.
كما حذرت الجهات المختصة من ارتفاع مخاطر التلوث وانتشار الأمراض في تجمعات النزوح المكتظة، مع تسجيل غرق أراضٍ زراعية وتلف دفيئات بدائية، ما أدى إلى فقدان مصادر دخل لمئات العائلات.
وتشير التقديرات إلى انهيار 13 منزلًا على الأقل، وجرف أكثر من 27 ألف خيمة، فيما تضررت فعليًا أكثر من 53 ألف خيمة بين ضرر كلي وجزئي، ما أثر بشكل مباشر على أكثر من ربع مليون نازح من أصل نحو 1.5 مليون يعيشون في ظروف بدائية.
أزمة صحية متفاقمة
منظمة الصحة العالمية أعلنت أن نحو 1092 مريضًا في غزة توفوا أثناء انتظار الإجلاء الطبي بين يوليو 2024 ونوفمبر 2025، مع الإشارة إلى أن الرقم قد يكون أقل من الواقع.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وأكد ممثل المنظمة ريك بيبركورن أن 18 من أصل 36 مستشفى و43% من مراكز الرعاية الصحية الأولية تعمل بشكل جزئي، وسط نقص حاد في الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية.
المساعدات الدولية الممنوعة
الأونروا أكدت أن السلطات الإسرائيلية ما زالت تمنعها من إيصال المساعدات مباشرة إلى قطاع غزة، رغم وجود مخزون كاف من مستلزمات الإيواء لما يصل إلى 1.3 مليون شخص مخزن مسبقًا خارج القطاع.
وفي السياق ذاته، طالب الاتحاد الأوروبي بالسماح لفرق الإغاثة التابعة له بالدخول إلى غزة، مشددًا على ضرورة تنفيذ البروتوكول الإنساني المنصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر الماضي.
وفي ظل هذه التطورات، تتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة بين التصعيد العسكري والعاصفة الجوية، وسط غياب حلول عاجلة، وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان رسمي: "إن استمرار القيود على إدخال المساعدات والإجلاء الطبي يهدد حياة آلاف المدنيين، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية عاجلة لضمان وصول الإمدادات الطبية والإنسانية إلى القطاع."
طالع أيضًا: