تعرضت عائلة عربية في مدينة يافا لاعتداء عنيف، بعد أن أقدم مستوطنون على إغلاق شارع في حي العجمي، والاعتداء جسديا ورش الغاز على أفراد العائلة، بينهم أطفال وامرأة حامل في شهرها التاسع، في حادثة أثارت حالة من الغضب والاستنكار الواسع.
في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، قال عبد أبو شحادة، رئيس الهيئة الإسلامية في يافا، إن ما جرى "ليس حادثا عابرا ولا سوء تفاهم"، بل حلقة جديدة في سلسلة اعتداءات متواصلة تشهدها المدينة منذ سنوات. وأضاف: "هناك محاولة ممنهجة من متحدثي البلدية والشرطة لتخفيف ما حدث، لكن الحقيقة واضحة، هذا اعتداء عنصري منظم".
وأوضح أبو شحادة أن الحادثة وقعت في شارع هامشي في حي العجمي، حيث قرر ثلاثة مستوطنين إغلاق الطريق دون أي مبرر، ومنع مرور مركبتين لعائلة واحدة. وأشار إلى أن المركبة الثانية كانت تقل امرأة حاملا في شهرها التاسع، برفقة طفليها وحماتها، قبل أن يهاجم المستوطنون السيارة ويبدأوا بالصراخ ورش الغاز داخلها.
وأضاف: "عندما نزل زوج المرأة من السيارة، قام المستوطنون برش الغاز على جميع أفراد العائلة، بما فيهم الأطفال والمرأة الحامل، وهذا بحد ذاته كاف لإدانة ما جرى، بغض النظر عن أي رواية أخرى".
وأكد أبو شحادة أن الادعاء بوجود "خلاف شخصي" هو محاولة للتضليل، مشددا على أن إغلاق شارع عام في حي عربي بالقوة لا يمكن اعتباره خلافا فرديا. وقال: "لو كان هناك أي قدر من الإنسانية، لما تم تبرير الاعتداء على امرأة حامل في شهرها التاسع".
وأشار إلى أن ما جرى يأتي في سياق تراكمي من الاعتداءات، شمل خلال السنوات الماضية الاعتداء على مساجد، ومقابر إسلامية ومسيحية، ومصالح تجارية في يافا، معتبرا أن المستوطنين يحظون بدعم مباشر وغير مباشر من بلدية تل أبيب والشرطة. وأضاف: "نحن نحذر منذ أكثر من 20 عاما، وكل مرة يتم إنكار الواقع والادعاء بأن المعتدين من خارج المدينة".
وانتقد أبو شحادة تعامل الشرطة مع الحادثة، مؤكدا أنه لا يعول على فتح تحقيق جدي أو تنفيذ اعتقالات. وقال: "لو كان المعتدي عربيا، لكانت الاعتقالات قد تمت فورا، لكن عندما يكون المعتدي مستوطنا، يتم التساهل والتغطية".
وأشار إلى أن ما حدث أعقبه خروج مظاهرة عفوية في يافا، مؤكدا أن التحركات الاحتجاجية ستتواصل وتتوسع خلال الأيام المقبلة، مع توسيع دائرة الشراكات مع قوى يهودية معارضة لليمين المتطرف.
وأضاف أن الهيئة الإسلامية ستواصل خطواتها الميدانية في حال استمرار تجاهل السلطات.
وختم أبو شحادة بالتحذير من خطورة السياسات الرسمية والإعلامية التي تبرر هذه الاعتداءات، قائلا: "تصرفات بلدية تل أبيب والشرطة والإعلام الإسرائيلي هي التي تشعل الوضع، وليس الاحتجاج الشعبي، ومن يتحمل المسؤولية هو من يسمح بتكرار هذه الجرائم دون محاسبة".