قالت الصحافية هبة قصّوع من سيدني إن عملية إطلاق النار التي استهدفت احتفالا للجالية اليهودية على شاطئ بوندي وأسفرت عن مقتل خمسة عشر شخصا وإصابة أربعين آخرين، صنفت من قبل شرطة ولاية نيو ساوث ويلز على أنها عملية منفردة، لكنها مرتبطة بتنظيم داعش، بعد الكشف عن صلة بين منفذ الهجوم وخلايا نائمة للتنظيم في أستراليا.
وفي مداخلة هاتفية ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أوضحت قصّوع أن السلطات الأسترالية كشفت أن منفذ العملية، البالغ من العمر 24 عاما، كان معروفا للأجهزة الأمنية، وقالت: "كان على رادار السلطات منذ عام 2019، لكنه لم يصنف على أنه خطر وشيك، ما أعاد النقاش حول خطورة الخلايا النائمة المرتبطة بتنظيم داعش".
وأضافت أن والد المنفذ، الذي قتل خلال تبادل إطلاق النار مع الشرطة، كان يحمل رخصة قانونية لحيازة أسلحة نارية، مشيرة إلى أن الأسلحة المستخدمة في الاعتداء لم تكن من بين الأسلحة المرخصة، لأن القانون الأسترالي يمنع حيازة الأسلحة نصف الأوتوماتيكية.
جذور باكستانية وليس لها علاقة بأصول عربية أو شرق أوسطية
وأكدت قصّوع أن منفذي الهجوم ليسوا من أصول عربية أو شرق أوسطية، موضحة: "المنفذ من أصول باكستانية، دخل والده إلى أستراليا بتأشيرة طالب، بينما الابن مواطن أسترالي بالولادة، عاش كل حياته في أستراليا".
وتابعت أن قضية الخلايا النائمة ليست جديدة على الأجهزة الأمنية الأسترالية، قائلة: "أستراليا كانت ولا تزال تتابع هذا الملف منذ سنوات، وبلغ ذروته في عامي 2014 و2015 مع صعود تنظيم داعش وسفر عدد من الأستراليين إلى سوريا والعراق".
وأشارت إلى أن مستوى التهديد الإرهابي في أستراليا لا يزال عند نسبة 50 بالمئة، لافتة إلى أن السلطات تنجح في كثير من الأحيان في إحباط مخططات استهداف التجمعات الكبرى، خصوصا خلال الأعياد والمناسبات العامة.
تداعيات سياسية وأمنية ومراجعة لقوانين السلاح
وحول تداعيات الهجوم، قالت قصّوع إن الحدث سيكون له تأثير مباشر على النقاشات السياسية داخل البرلمان الأسترالي، خاصة فيما يتعلق بسياسات الهجرة والتعامل مع الأجانب، وأضافت: "المعارضة سارعت إلى انتقاد سياسات الحكومة، وتم تسييس الحادثة منذ الساعات الأولى".
وأوضحت أن الحكومة أعلنت نيتها مراجعة قوانين حيازة الأسلحة، رغم أنها تعد من بين الأكثر صرامة في العالم، إلى جانب تعزيز الأمن في أماكن العبادة والتجمعات الدينية، وبالأخص التابعة للجالية اليهودية.
وفي ما يخص محاولات ربط الهجوم بالمظاهرات الداعمة لغزة، شددت قصّوع على أن هذا الربط مرفوض، وقالت: "آلاف الأستراليين من خلفيات مختلفة، غير عربية وغير مسلمة، شاركوا في مظاهرات داعمة لغزة منذ أكتوبر 2023، ولا يمكن تحميل هذه التحركات مسؤولية هجوم إرهابي نفذته خلايا متطرفة".
وختمت قصّوع بالتأكيد على أن السلطات الأسترالية تتعامل مع الحدث بأقصى درجات الجدية، في ظل مخاوف متزايدة من عودة نشاط الخلايا النائمة، وضرورة تعزيز الإعداد الأمني لمواجهة أي تهديدات مستقبلية.