تعيش بدرية، زوجة المسعف الذي توفي داخل معتقل "سدي تيمان"، حالة من الغموض والانتظار منذ يوم اعتقال زوجها، في ظل غياب أي توضيح رسمي حول ظروف وفاته، وعدم تبليغ العائلة بشكل مباشر بما جرى.
وقالت زوجة المسعف، بدرية، إن العائلة لم تتلق أي بلاغ رسمي بوفاته، ولم تعلم بالخبر إلا بعد التوجه إلى المحكمة، وذلك بعد أشهر طويلة من الاعتقال، مشيرة إلى أن الجهات الرسمية لم تقدم أي تفسير حول ما جرى.
وأضافت في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن زوجها كان يعمل مسعفا، وحصل على تنسيق للخروج من غزة عبر رام الله للعمل في مستشفيات شمال القطاع، ونجح في المرور أكثر من مرة، قبل أن يتم اعتقاله في المحاولة الرابعة.
موقف غامض
وأضافت: "من لحظة اعتقاله لم يصلني أي خبر عنه، لا من الصليب الأحمر ولا من أي جهة رسمية، وحتى مؤسسة مسلك هي من أبلغتني لاحقا بأنه توفي في يوم اعتقاله، دون أي تفاصيل".
وأكدت أن السلطات الإسرائيلية اكتفت بإبلاغ إدارة السجون بأنه "معتقل"، دون تقديم أي معلومات عن وضعه الصحي أو مكان احتجازه، مشددة على أن الغموض يحيط بكل تفاصيل القضية.
وتابعت بدرية: "هو اعتقل مع أربعة من زملائه، وكان على قيد الحياة، والذين خرجوا بعد نحو خمسة عشر يوما قالوا إنهم سمعوا صوته داخل السجن، ما يؤكد أنه كان حيا بعد الاعتقال".
وأشارت إلى أن العائلة طالبت، عبر مؤسسة مسلك، برؤية الجثمان أو الحصول على صورة له، حتى دون استلامه، إلا أن الطلب قوبل بالرفض، كما رفضت السلطات الاستجابة لطلب تشريح الجثمان لمعرفة سبب الوفاة.
وبحسب بدرية، لم يتم إجراء تشريح الجثمان إلا في شهر أيار \ مايو، أي بعد نحو عام ونصف من تاريخ الوفاة، دون أن تحصل العائلة حتى الآن على نتائج واضحة أو تفسير رسمي لأسباب الموت.
وأوضحت أنها تواصلت مرارا مع الصليب الأحمر الدولي، دون أن تتلقى أي إجابة، قائلة: "اتصلت مرات عديدة، ولم يبلغني أحد بأي شيء، وكأن زوجي غير موجود".
ظروف معيشية صعبة
وحول وضع العائلة، قالت بدرية إنها تعيش في خيمة بشارع عام داخل غزة، وتتولى مسئولية أربعة بنات وولدين، في ظل ظروف معيشية قاسية وانقطاع الرواتب، مؤكدة أن غياب أي وثيقة رسمية يثبت الوفاة أو الاعتقال يفاقم معاناتهم.
وأضافت: "حتى صوره اختفت، هاتفه ضاع، وكأن الرجل لم يكن موجودا، أولاده لا يملكون حتى صورة له".
وأكدت أنها ما زالت تعيش بين الأمل والانتظار، قائلة: "طالما لم أر الجثمان ولم أدفنه، يبقى الأمل قائما بأنه حي".
وختمت بدرية بالقول: "نحن لا نطلب سوى الحقيقة، أن نعرف هل هو متوفى أم أسير أم مفقود، هذا حق أولاده، لأن العيش في هذا المجهول أقسى من أي خبر".