هدمت السلطات، فجر اليوم، منزلًا سكنيًا في حي وادي قدوم ببلدة سلوان جنوب القدس، يعود للمقدسي زين اسكافي، في عملية اقتحام مفاجئة نُفذت دون إنذار مسبق أو منح العائلة الوقت الكافي لإخلاء محتوياتها.
وقال اسكافي، في مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، إن القوات اقتحمت المنزل قرابة الساعة الرابعة والنصف فجرًا، بينما كانت العائلة نائمة، موضحًا: "استيقظنا على أصوات عند باب العمارة، لم يطرقوا الباب بل اقتحموا المكان مباشرة، وطلبوا منا الخروج فورًا دون السماح لنا بارتداء الملابس أو جمع أغراضنا".
"منعوني حتى من استخدام الحمام قبل إخلاء المنزل"
وأضاف أن الجنود رفضوا منحه أي وقت إضافي، حتى لاستخدام الحمام أو تجهيز أطفاله، مؤكدًا أن عناصر الشرطة كانوا يقفون عليه داخل المنزل ويمنعونه من إغلاق الأبواب، قائلًا: "لم يعطونا دقيقة واحدة، قالوا لي: خذ ما تستطيع لأن البيت سيُهدم الآن".
وأشار اسكافي إلى أن العائلة لم تتمكن سوى من إخراج بعض الملابس الخفيفة، بينما بقيت معظم محتويات المنزل داخله، بما في ذلك الأثاث والأجهزة الكهربائية، مضيفًا أن جزءًا بسيطًا من الأغراض أُخرج ووُضع في أكياس مرقمة، دون أن تعرف العائلة حتى الآن مصيرها.
تعطل الترخيص بسبب عدم التزام بعض الشركاء بدفع الرسوم
وأوضح أنه يسكن في هذا المنزل منذ ثماني سنوات، بعد أن استكمل الإجراءات المطلوبة بحسب ما أُبلغ به حينها، مؤكدًا أن ملف الترخيص تعطل بسبب عدم التزام بعض الشركاء في البناء بدفع الرسوم المطلوبة، رغم محاولاته تغطية جزء من التكاليف عن الآخرين. وقال: "كنا نتابع الإجراءات، وكان لدينا موعد رسمي مع البلدية اليوم نفسه لمواصلة المسار القانوني".
وعن وضع العائلة بعد الهدم، قال: "نحن الآن في المجهول، لا نعرف أين سنذهب، ربما نبقى مؤقتًا عند أهلي، لكن لا حل حقيقي حتى الآن"، واصفًا شعوره وهو يشاهد منزله يُهدم بأنه "وجع لا يوصف".
"ابنتي تعاني من حالة صحية خاصة والهدم شتت العائلة بالكامل"
وبيّن اسكافي أن العائلة فوجئت بعملية الهدم رغم وجود موعد مسبق مع البلدية، مشيرًا إلى أن لديه ابنة تعاني من حالة صحية خاصة وتحتاج إلى استقرار وظروف ملائمة للدراسة والعلاج.
وأكد أن عملية الهدم جرت وسط انتشار مكثف للقوات، ومنع السكان من الاقتراب أو إنقاذ مقتنياتهم، مضيفًا أن مستوطنين تواجدوا في المكان، فيما واصلت الآليات الثقيلة عملها حتى تسوية المنزل بالأرض.