قال الناشط السياسي محمد بركة، إن المجتمع العربي فقد خلال الأسبوع الأخير، قامتين كبيرتين برحيل الفنان والمخرج محمد بكري، والقيادي عصام حنا مخول "أبو حنا"، معتبرا أن الخسارة تتجاوز البعد الشخصي إلى خسارة وطنية وثقافية وسياسية عميقة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أنه فقد خلال أيام قليلة اثنين من أقرب وأعمق أصدقائه، قائلا إن علاقته بكل من محمد بكري وعصام مخول امتدت لنحو نصف قرن، وارتبطت بمحطات نضالية وفكرية مشتركة في العمل الطلابي والسياسي والحزبي.
وأضاف أن عصام مخول كان شريكا في تأسيس اتحاد لجان الطلاب العرب ثم الاتحاد القطري للطلاب الجامعيين العرب، وأن كل محطة مركزية في حياته كانت مرتبطة بهما.
وتابع: "المجتمع العربي فقد قامتين حقيقيتين، كل واحد منهما أبدع في مجاله، محمد بكري وعصام مخول كانا منغمسين في هموم شعبهما حتى اللحظة الأخيرة، والوجع العام، وخصوصا مشاهد غزة، كان حاضرا بقوة في حياتهما اليومية".
وتحدث بركة عن محمد بكري باعتباره فنانا دفع ثمنا باهظا بسبب مواقفه، قائلا إنه تعرض لملاحقات سياسية وقضائية على مدار أكثر من عشرين عاما عقب فيلم "جنين جنين"، بعد أن قال "الحقيقة بلسان أصحاب القضية".
وأضاف أن بكري، رغم استبعاده عن المنصات الفنية المركزية واستنزافه في المحاكم، رفض التراجع أو تقديم اعتذار شكلي، وبقي متمسكا بموقفه ولم ينكر شعبه أو يدير له ظهره.
وحول ردود الفعل على رحيل محمد بكري، قال بركة إن هناك موجة واسعة من المحبة والتقدير من فنانين ومثقفين وقوى مختلفة، بما في ذلك أصوات يهودية تقدمية، مقابل خطاب تحريضي عنصري في الإعلام العبري، وصفه بأنه يعكس سمات مرحلة خطيرة في ظل حرب تستبيح حياة شعب كامل.
وفي حديثه عن عصام مخول، أشار "بركة" إلى أن حجم المحبة والتقدير الذي عبر عنه الناس بعد رحيله يعكس مكانته الكبيرة، معتبرا أن من المؤلم أحيانا أن لا يقال هذا الكلام للناس وهم على قيد الحياة، لكنه رأى أن هذا التقدير يخفف من وطأة الفقد.
وختم بركة بالتأكيد على أن الفقد لن يدفعه ولا غيره إلى أن يديروا ظهورهم للقيم التي ناضلوا من أجلها، مشددا على الاستمرار في الدفاع عن حق الحياة وكرامة الإنسان، قائلا إن الانتصار يجب أن يكون "لروح الإنسان وليس لآلة الموت"، ومؤكدا أن النضال سيستمر رغم كل الآلام.
