سجل عام 2025 نفسه كأحد أكثر الأعوام دموية على طرقات إسرائيل، في ظل استمرار ارتفاع أعداد ضحايا حوادث الطرق.
ووفق المعطيات، بلغ عدد القتلى حتى اليوم 455 شخصا في 434 حادث طرق، وفي المجتمع العربي، لقي نحو 152 مواطنا عربيا مصرعه، في 146 حادث طرق قاتل، أي نحو ثلث ضحايا حوادث الطرق في البلاد، وهي نسبة تفوق بكثير نسبتهم من عدد السكان.
وفي هذا السياق، قال أمين الصرايعة، مدير مشروع السلامة على الطرق في أور يروك، إن "المشكلة بنسبة تقارب 95% تتعلق بالعامل البشري"، موضحا أن السائق هو من يتحمل المسؤولية الأولى لأنه يرى الطريق ويعرف المخاطر، سواء كانت مطبات، أو بنية تحتية غير جاهزة، أو أحوالا جوية صعبة مثل الأمطار الغزيرة والمياه الجارفة في فصل الشتاء.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أنه يجب على السائق البحث عن الخطر من بعيد وتجنب الاقتراب منه، مشيرا إلى أن استمرار تسجيل أرقام قياسية سلبية رغم برامج التوعية يعكس خللا عميقا في ثقافة السياقة، خاصة في المجتمع العربي.
ثقافة القيادة غائبة
وأوضح أن "ثقافة القيادة في مجتمعنا ما زالت سيئة"، مستذكرا ظواهر سابقة مثل قيادة الأطفال للمركبات، والتي بدأت تتراجع بفعل العقوبات والتشديد، لكنها لم تختف تماما.
وتطرق إلى دور التكنولوجيا، مؤكدا أن مصنعي السيارات قادرون على تطوير أنظمة تحد من التهور، لكنه أشار في المقابل إلى أن بعض السائقين يتحايلون على وسائل الأمان، مثل تعطيل حزام الأمان، ما يعكس غياب القناعة الداخلية بأهمية السلامة.
وأكد أن تحسين البنية التحتية ضروري، لكنه شدد على أن السبب الرئيسي لحوادث الطرق يبقى العامل البشري، موضحا أن المجتمعين العربي واليهودي يستخدمان الطرق ذاتها، ومع ذلك تبقى نسب القتل في المجتمع العربي أعلى، ما يعيد النقاش إلى مسألة الثقافة والسلوك.
وفي ختام حديثه، وجّه انتقادات لسياسات وزارة المواصلات، معتبرا أن القوانين التي تُطرح أحيانا بشكل متفرق لا تكفي، داعيا إلى خطة دولة منهجية وشاملة، تستهدف جميع الأجيال، للحد من القتل على الطرق وإنهاء هذا النزيف المستمر.