بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة، أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة، من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع الموافق 4 من شوال ١٤٣٢ﻫـ ، حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري؛ رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك، ‘‘ماذا بعد رمضان‘‘، هذا وأم في جموع المصلين، فضيلة الشيخ صابر زرعيني، إمام مسجد عمر بن الخطاب.
ومما جاء في خطبة الشيخ لهذا اليوم المبارك:" الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، وجاهد في الله حقّ الجهاد، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
وأردف الشيخ قائلاً:" أيها الأخوة الكرام، أيها الشباب، أيها الرجال، أيها الأخوات والأمهات؛ نحن في مرحلة ما بعد رمضان، والحقيقة التي ينبغي أن تقال في هذه المناسبة أن كل مؤمن صام هذا الشهر الكريم، وقام ليله، وأحيا ليله، وقرأ القرآن الكريم، وغض بصره عن محارم الله، وتحرى لدخله الحلال، هذا السلوك الذي كان في رمضان بطولتك أن يستمر معك إلى ما بعد رمضان، إلى أن تصل إلى مرحلة يرضى الله فيها عنك، إنقضى رمضان.
رَمَضانُ وَلّى هاتها يا ساقي مُشتاقَةً تَسعى إِلى مُشتاقِ
وتابع الشيخ:" فحينما ينطلق الإنسان دون أن يشعر إلى أن يعود بعد رمضان إلى ما كان عليه قبل رمضان ألغى من حياته هذه الإنجازات التي حققها في رمضان، وصار الإنجاز مرتبطاً بمرحلة معينة، فلما إنتهت ألغي هذا الإنجاز، إذاً لا تقدم ولا إرتقاء في حياة الإنسان الذي يفهم رمضان موسم عبادة، موسم التزام، موسم انضباط، موسم بذل، موسم عطاء، موسم قرآن، موسم طلب علم، موسم مغفرة، ويعود بعد رمضان إلى ما كان عليه قبل رمضان.
وقال الشيخ مُشدداً:" فلذلك أيها الأخوة، لا بدّ من مراجعة الحسابات، لا بدّ من ترتيب الأوراق، لا بدّ من وقفة متأنيه مع الذات، في حياتي، في كسب مالي، في علاقاتي، في خروج بناتي؛ في خروج زوجتي، بأي طريقة، في علاقتي بمن معي، بمن فوقي، بمن تحتي، في عملي، مع صحتي في عاداتي الغذائية، في علاقاتي الإجتماعية، هذا لمن صام رمضان كما أراد الرحمن، هذه حالة.
هناك حالة ثانية إنسان قصر في رمضان، وتألم أشد الألم، لأن النبي عليه الصلاة والسلام صعد المنبر فقال: آمين، فلما صعد الدرجة الثانية قال: آمين، صعد الثالثة قال: آمين، فلما إنتهت الصلاة والخطبة، قالوا: يا رسول الله علام أمّنت ؟ قال: جاءني جبريل ـ أنا يعنيني واحدةـ وقال لي: خاب وخسر من أدرك رمضان فلم يغفر له، إن لم يغفر له فمتى؟.
وأضاف الشيخ:" كأن هذا الشهر الكريم أراده الله عودة إليه، صلحاً معه، توبة إليه، إقبالاً عليه، لكن هذه العودة، وهذه التوبة، وهذا الإقبال، مرة ثانية كل بطولتك أن تستمر، وألا يفطر بعد رمضان إلا فمك فقط، ما كنت ممنوعاً عنه في رمضان وهو الطعام والشراب أصبح بعد رمضان كما كان قبل رمضان مباح، فلذلك المكتسبات، من هذه المكتسبات أنك صليت ثلاثين يومياً صلاة الفجر في المسجد، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام:((مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ))؛ وقال أيضاً:(( مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَهُوَ كَمَنْ قَامَ نِصْفَ اللَّيْلُِ ))..".
وفي الأعمّ الأغلب أن معظم المسلمين صلوا في رمضان الفجر في جماعة والعشاء في جماعة، فإذا جهدت بعد رمضان أن تتابع الصلاة في المسجد فقط استمرت مكتسباتك، وكلكم يعلم أن الصلاة في المسجد تعدل صلاة الفرد سبعة وعشرين ضعفاً، لأن المسجد مكان عبادة، مكان تتنزل فيه الرحمات، والدليل: "إن بيوتي في الأرض المساجد، وإن زوارها هم عمارها، فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني، وحق على المزور أن يكرم الزائر".
وتابع الشيخ:" من لوازم رمضان أنك صليت في المسجد الصبح والعشاء، فإذا تابعتهما بعد رمضان تكون هذه المكتسبات العبادية استمرت طوال العام، أنا أؤكد على العشاء والفجر، قد يكون الإنسان بالظهر في عمل يصعب أن يرتاد مسجداً، الظهر والعصر والمغرب لهما وضع خاص، أما الفجر والعشاء بداية النهار ونهايته، هذا كسب، ولا أظن أن واحداً في رمضان يجرؤ عن أن يملأ عينه من حرام النساء في الأعم الأغلب يغض البصر، غض البصر في رمضان يجب أن يستمر بعد رمضان هذا مكسب ثان، والدليل أن هناك آية كريمة قال تعالى:((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ))..".
وقال أيضاً:" لا شك أنك في رمضان زرت أقاربك كصلة رحم، هذه الصلة ليس المفروض أن تكون في رمضان فقط، أن تكون بعد رمضان، ومن أرقى العبادات التعاملية صلة الأرحام، وكأن الله عز وجل أراد من هذه العبادة أن القوي يصل الضعيف، وأن الغني يصل الفقير، الغني يتفقد شؤون قريبه الفقير، والقوي يتفقد شؤون قريبه الضعيف، فإذا احتاج إلى مساعدة، معاونة، إرشاد، إلى مؤازرة، كانت هذه الزيارة منطلقاً للعمل الصالح، فكل الذي لزمته في رمضان من غض للبصر، من حفظ للنفس، من ضبط للسان، من أداء للصلوات في المسجد، من أذكار قمت بها بعد الفجر، من تلاوة قرآن، ينبغي أن تستمر بعد رمضان..".
ووجه الشيخ حديثه للحضور وغيرهم قائلاً:" أيها الأخوة الكرام، لكن نقول لمن لم يوفق في رمضان إلى أن يصوم كما أراد الواحد الديان، أنا أقول له بكل صراحة: أشهر العام كلها رمضان، الله موجود، والوقت بيدك، والعبادة ميسورة، والمناجاة ميسورة، والقرآن بين يديك، والعمل الصالح قادر عليه، فالإنسان إذا فاته هذا الشهر الكريم لخطأ، أو لسوء فهم، أو لظروف صعبة، بإمكانه أن يعوض هذا بعد رمضان، يمكن أن تعوض أو أن تستمر، للمقصر نقول له: عوض، وللمتفوق نقول له: إستمر..".
وأردف الشيخ قائلاً:" على كلٍّ:((أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ ، فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ ، وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ ؟ قَالُوا: وَذَلِكَ مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ))؛ الذكر كلمة واسعة جداً، إن دعوت إلى الله فأنت ذاكر، إن أمرت بالمعروف فأنت ذاكر، إن نهيت عن المنكر فأنت ذاكر، إن جلست تستمع لدرس ديني فأنت ذاكر:((أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ))؛ أي يجب أن تنطلق من هذا الحديث الشريف، مرّ الصّديق بصحابي جليل اسمه حنظلة، رآه يبكي في الطريق فقال: مالك يا حنظلة تبكي؟ قال: نافق حنظلة، قال له: ولِمَ يا أخي؟ قال حنظلة: نكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن والجنة كهاتين، فإذا عدنا إلى بيوتنا وعافسنا الأهل ننسى، سيدنا الصديق من تواضعه الجم، قال له: وأنا كذلك يا أخي، انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحدثاه بهذا الحال، فقال عليه الصلاة والسلام: نحن معاشر الأنبياء تنام أعيننا، ولا تنام قلوبنا، أما أنتم يا أخي فساعة وساعة.
أي مقام النبوة إتصال بالله مستمر، مقام غير النبوة إتصال نوبي ساعة وساعة، لو بقيتم على الحال التي أنتم بها عندي، لصافحتكم الملائكة، ولزارتكم في بيوتكم.
معنى ذلك إعلم علم اليقين أنه ينبغي أن يكون لك حال في المسجد، أنت في بيت الله، هل يعقل أن تطرق باب إنسان كائناً من كان من دون أن يقدم لك ضيافة؟ مستحيل ولو أقل شيء حلوى "سُكرة"، أنت دخلت إلى بيت من بيوت الله، إنّ بيوتي في الأرض المساجد، وإن زوّارها هم عمّارها، فطُوبى لِعَبْد تطهّر في بيته ثمّ زارني ، وحُقّ على المزور أن يُكْرم الزائر.
الآن كيف يكرمك؟ هنا الشاهد، يكرمك استنباطاً من قوله تعالى:((وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء َالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ))..".
وتابع الشيخ قائلاً:" أنت في الصلاة في المسجد تذكر الله، لكن الله عز وجل يقول:((فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ))، أنت ذكرته، فإذا ذكرته هو يذكرك أيضاً، كيف يذكرك؟ لكن الله بادئ ذي بدء يقول لك: ((وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ))، إنك إن ذكرته أديت واجب العبودية، لكنه إذا ذكرك منحك الأمن:((فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)). هذه النعمة يفتقدها أهل الأرض بلا استثناء إلا المؤمنين والدليل:((فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ))، جاء الجواب: ((الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ))، يستنبط أن المؤمن إذا خالط إيمانه ظلم يفقد نعمة الأمن:((الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ))، لو تعمقت في اللغة العربية لفهمت من كلمة: ((لَهُمُ الْأَمْنُ))، معنىً يختلف عن أولئك الأمن لهم، أولئك الأمن لهم ولغيرهم، أما: ((أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ))، هذه صيغة قصر وحصر، أي الأمن لهم وحدهم، أول ثمرة من ثمار ذكر الله لك: ((فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ))..".
وتابع الشيخ:" الآن نعمة أخرى؛ فإذا ذكرته منحك نعمة الرضا، أنت راض، حال الرضا حال رائع جداً، حال رائع راض عن الله، راض عن بيتك، عن أهلك، عن أولادك، لأن الإنسان إذا بَعُد عن الله سخط عليه، لا يعجبه شيء، تجلس مع إنسان معه ملايين مملينة، يشكو لك آلاف القضايا، التشكي من صفات البعيد عن الله، أما المؤمن فيتمتع بنعم لا تعد ولا تحصى، مثلاً أكبر نعمة امتن الله بها عليك ـ قد تستغربون ـ أنك موجود: ((هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً)).".
وشدد الشيخ بالقول:" الله عز وجل منحك نعمة الإيجاد، موجود، ولماذا أوجدك؟ ليسعدك، هذه أكبر نعمة، فوق هذه النعمة نعمة الإمداد، منحك نعمة الإمداد؛ أمدك بالهواء، بالماء العذب، بالطعام، بالشراب، بالفواكه، بالثمار، أكرمك بالأرض، بعض الحيوانات ترى لونين فقط أبيض واسود، أنت ترى ألواناً، العين البشرية تفرق بين ثمانية ملايين لون، منحك: ((أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ))؛ منحك نعماً لا تعد ولا تحصى، هذا كله من الصلاة، لأنك إذا ذكرت الله في الصلاة ذكرك الله، وإذا ذكرك الله منحك هذه النعم، فلذلك: ((وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي))، لكن ذكره لك أكبر من ذكرك له..".
وأضاف الشيخ أيضاً:" أيها الأخوة الكرام، حينما تذوق حلاوة القرب في رمضان تحافظ على الصلوات كما أراد الله عز وجل، و الحديث الذي أتمنى أن يكون واضحاً، والذي أذكره كثيراً، لأنه يحتوي على أساسيات الدين، ليس كل مصلٍّ يصلي، النبي عليه الصلاة والسلام قال: ((ولن يُغْلَبَ اثنا عَشَرَ ألفا مِنْ قِلَّةٍ ))، إذاً أيها الأخوة، وعود الله قائمة، البطولة ألا يتسرب اليأس إليك: ((وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ))؛ أحد العلماء في الغرب، وقد هداه الله إلى الإسلام، وسافر من أمريكا إلى بريطانيا، والتقى بالجالية الإسلامية في بريطانيا، قال كلمة بحضور أحد علماء الإعجاز العلمي قال: أنا لا أصدق أن يستطيع العالم الإسلامي اللحاق بالغرب على الأقل في المدى المنظور، لاتساع الهوة بينهما ـ أما الكلام الدقيق ـ ولكنني مؤمن أشد الإيمان أن العالم كله سيركع أمام أقدام المسلمين، لا لأنهم أقوياء ولكن لأن خلاص العالم في الإسلام، والله الذي لا إله إلا هو يجب أن تعتقدوا معي أن قوله تعالى: ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ))؛ دقق: ((لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ))..".
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه يغفر لكم، فيا فوز المستغفرين، أستغفر الله..".
ومما جاء في خطبة الشيخ الثانية:" الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صاحب الخلق العظيم، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وأردف الشيخ قائلاً:" أيها الأخوة، بناءً على هذا الكلام لا يوجد مانع بدءاً من اليوم أن تضع برنامجاً لطيفاً؛ ربع ساعة قرآن، ربع ساعة ذكر، عمل صالح كل يوم، الصلاة بأوقاتها في المسجد، هناك أعمال، هناك عبادات، اعملها دورياً ضمن برنامج، مثلاً كما ورد في الأثر: "من أخلص لله أربعين صباحاً تفجرت ينابيع الحكمة في قلبه وأجراها الله على لسانه".
أي اخطب ود الله عز وجل، الإنسان بحكم مصالحه في الدنيا الأقوياء يخطب ودهم، الأغنياء يسترضيهم، أي من مصيره بيده لا يزعجه إطلاقاً، كيف أنك تعامل الناس عامل الذات الإلهية، الذي منحك نعمة الإيجاد، ونعمة الإمداد، ونعمة الهدى والرشاد، اخطب وده، ابحث عن طريق لإرضائه، كلهم عباده: ((الخلق عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله ))، تعامل معه، حاول أن تناجيه، حاول أن تسترضيه، حاول أن تصطلح معه، حاول أن تتقرب منه، حاول أن تعمل عملاً يرضى به عنك، ((مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلسٍ لا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعالى فِيهِ إِلاَّ قامُوا عَنْ مثْلِ جِيفَةِ حِمارٍ وكانَ لَهُمْ حَسْرَةً))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ )).
وقال الشيخ كذلك:" حاول أن يكون لك في الأسبوع مجلس علم تتلقى، حاول أن تعمل إصلاحاً في بيتك، أن تعمل نهضة عبادية في البيت، نهضة بالعمل الصالح، الإنسان يتذكر الآخرة عند الموت، هذا الموت أخطر حدث في حياتك يجب أن تدخله في حساباتك اليومية..".
هذا وإختتم الشيخ خطبته بالتذكير بصيام سته أيام من شوال:" وأتبعوا رمضان بصيام ست من شوال، فإن من صامها مع رمضان كان كمن صام الدهر كله كما جاء في الحديث، لقول النبي صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه وسلم: " من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)، وفي رواية: "جعل الله الحسنة بعشر أمثالها فشهر بعشرة أشهر وصيام ستة أيام تمام السنة"..".