الدرس اليوم الذي حضره طلاب عين حوض، لم يكن اعتياديا، لأن من قام بتمرير الحصة هم العديد من المتطوّعين من القرية ومن جميع أنحاء البلاد الذين لبّوا دعوة مركز مساواة لتدريس أطفال القرية لحين ايجاد حل مناسب وعادل لمدرسة "أبو الهيجاء" الابتدائية التي قامت الوزارة بقرار انفرادي وتعسفي بإغلاقها قبيل إفتتاح السنة الدراسية ببضعة اسابيع.
وكان مركز مساواة قد توجه للمحكمة المركزية في حيفا مقدما التماسا ضد قرار إغلاق المدرسة، الا أن القاضي برلينر رد الالتماس. مما دفع الأهالي بالإضراب متحدين قرار الوزارة بإغلاق مدرستهم، وقرروا عدم إرسال أولادهم للدراسة في مدارس حيفا، وبدل ذلك تدريسهم في القرية بمساعدة معلمين وطلبة جامعيين متطوّعين.
وقام المتطوعون بتدريس الطلاب مواضيع مختلفة، منها العربية والعبرية والانجليزية والعلوم والحساب والاعلام.
وقد أفتتحت اليوم العاملة الاجتماعية كاملة طيون، مركزة مشروع التطوع في عين حوض من مركز مساواة بالتحدث مع الطلاب والاهالي الذين رافقوا أبنائهم مشددة على أهمية المواظبة على الدراسة رغم الإضراب، مؤكدة مساندة المركز والمتطوعين للأهالي والطلاب في ظل القرار التعسفي الذي أصدرته المحكمة المركزية برد التماس الذي تقدم به المستشار القضائي في مساواة سامح عراقي بعدم إغلاق المدرسة، ودعت الى الاهتمام في ساعات ما بعد الظهر بمتابعة المواد التي تم تدريسها.
وتحدث بعدها المعلم المتقاعد محمود ملحم من قرية عارة في المثلث والذي جاء ليدعم الاهل والطلاب ويساهم في التدريس، كونه كان من أوائل المدرسين الذي درسوا الطلاب في القرية منذ افتتاحها قبل حوالي 52 عاما، مشددا على المطلب العادل للأهل بعدم اغلاق المدرسة.
هذا وتحدثت بعدها ريهام ابو الهيجاء، احدى المتطوعات من القرية والتي أعربت عن أسفها من قرار الوزارة والذي لا يصب في مصلحة الطلاب خاصة الاطفال منهم بإخراجهم الى مدارس في أماكن مختلفة، مما يشكل ضررا نفسيا عليهم ومشقة السفر والابتعاد عن البيت خاصة أن الحديث يدور على سفر يومي بوقت زمني يتعدى ال 35 دقيقة، مؤكدة على الحضور بشكل يومي لمتابعة المواد مع الطلاب وعدم التنازل عن الحق الشرعي للطلاب بالدراسة في المدرسة التي احتضنت الطلاب على مدار 52 عاما.