قال عماد أبو عواد، مدير مركز القدس للدراسات الإسرائيلية، إن الواقع الفلسطيني يعاني من تفاقم الفجوات الداخلية بعد الحرب الأخيرة، حيث يبرز غياب حقيقي للرغبة في توحيد الصف الفلسطيني، رغم الدعم الإقليمي والدولي الكبير.
وأوضح أبو عواد، في مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" أن التقارب الفلسطيني بات يحتاج إلى تدخل عربي إقليمي قوي، إذ لم يعد ممكنًا الاعتماد فقط على المبادرات الذاتية، معتبراً أن الانتظام الفلسطيني لم يعد مسألة داخلية فقط، بل يتطلب ضغوطًا خارجية لتوجيه الأطراف نحو الوحدة.
وأشار إلى غياب الشراكة الحقيقية، سواء على صعيد المصالحة أو تشكيل حكومة وطنية جامعة، معتبراً أن مفهوم المصالحة لم يتغير جذريًا رغم التغيرات الميدانية والسياسية الأخيرة.
وأكد أن حوالي 90% من الشارع الفلسطيني يظل منقسماً بين فتح وحماس، بسبب غياب تيار سياسي ثالث قوي يقدم بديلًا واضحًا، ما يفاقم من الانقسام ويدفع نحو استمرار الوضع الراهن.
وتابع أبو عواد أن الحديث اليوم ليس فقط عن شراكة بين الفصائل، بل عن ضرورة توافق وطني يشمل رؤية فلسطينية موحدة يتم تسويقها إقليميًا ودوليًا.
وأضاف أن حماس أظهرت قبولها مبدئيًا بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، ما يعكس تحولات مهمة في مواقفها.
وأشار إلى أن هناك احتمالًا بأن يتم اعتماد حكومة تكنوقراط مستقلة بعيدة عن المحاصصة والفصائلية، بهدف توفير إدارة نزيهة تلبي حاجات الفلسطينيين، وهو ما يُنظر له كخطوة محتملة لتحقيق استقرار نسبي و"هدوء مستدام".
واعتبر أبو عواد أن السلام الاقتصادي، كبديل عن السلام السياسي، قد يصبح الخيار الأكثر واقعية في المرحلة الحالية، حيث يتم التركيز على إعادة إعمار غزة وتوفير فرص عمل للفلسطينيين، لكن دون أفق سياسي واضح.
وحذر من أن استمرارية الوضع الراهن دون حلول جذرية يمكن أن يؤدي إلى تجدد الصراع مستقبلاً، مؤكداً الحاجة الماسة إلى حلول سياسية مستدامة، لأن استمرار إدارة الصراع فقط لن يحقق سلامًا دائمًا.
وعن إمكانية إجراء انتخابات في ظل الظروف الراهنة، أكد أبو عواد أن الواقع الفلسطيني، خاصة في الضفة والقدس وغزة، غير جاهز بعد لإجراء انتخابات شاملة، معتبراً أن تصريحات إجراء الانتخابات عادة ما تُستخدم للرد على ضغوط دولية، لكنها لا تعكس استعدادًا حقيقيًا.
في النهاية، شدد على ضرورة تدخل عربي ودولي داعم لضمان توحيد الصف الفلسطيني، والحيلولة دون تدهور الوضع الذي قد يؤدي إلى انفجار جديد.