قال يوسف ديرية، عضو لجنة مقاومة الاستيطان في بلدة عقربا، إن البلدة تشهد تصعيدا خطيرا خلال الأسبوع الأخير، تمثل في سيطرة مستوطنين على منازل فلسطينية، ومنع الأهالي من الدخول أو الزيارة، وسط تهجير قسري طال معظم العائلات المقيمة في المنطقة.
وأضاف في مداخلة هاتفية خلال برنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس، أن المستوطنين استولوا على منزل في خربة يانون، بعد تهجير عائلة كانت تقيم فيه، مشيرا إلى أن السيطرة تمت بالقوة، ومن دون أي إجراءات قانونية، في ظل غياب كامل للشرطة، وترك الجيش الإسرائيلي الساحة للمستوطنين للتصرف بحرية.
وأضاف أن عين يانون أُفرغت بالكامل من سكانها خلال الأيام الماضية، ولم يتبق في خربة يانون سوى عائلة واحدة فقط، بعد أن اضطرت باقي العائلات إلى مغادرة منازلها نتيجة الاعتداءات المتكررة والتهديدات المباشرة بحرق البيوت.
وأشار ديرية إلى أن المستوطنين أقاموا بوابة حديدية تفصل بين يانون وعقربا، وفرضوا قيودا مشددة على حركة الأهالي، شملت منع الأقارب من الزيارة، وتفتيش النساء، ومنع إدخال الأدوية، رغم وجود مرضى في القرية.
وأكد أن الاعتداءات طالت أيضا الحياة الدينية والتعليمية، حيث منع المستوطنون الأهالي من إقامة الصلاة في مسجد يانون التحتا على مدار جمعتين متتاليتين، وهددوهم بحرق المنازل في حال فتح المسجد، كما أجبروا الطلبة والمعلمين على إخلاء مدرسة يانون، التي تضم ستة طلاب وسبعة موظفين.
وشدد على أن المستوطنين منعوا حتى سيارات الإسعاف من الدخول، حيث أوقفوا مركبة إسعاف، وأجبروا طاقمها على النزول، وقاموا بتفتيشها، في وقت لم يكن فيه أي وجود للجيش الإسرائيلي في المنطقة خلال الأسبوع الماضي.
ولفت ديرية إلى أن ما يجري في يانون ليس حالة معزولة، بل يأتي ضمن نمط متكرر من التهجير القسري طال مناطق أخرى، محذرا من أن نجاح المستوطنين في تفريغ يانون يشجعهم على توسيع اعتداءاتهم في مناطق إضافية.
وختم بالقول إن لجنة مقاومة الاستيطان وبلدية عقربا تحاولان التواصل مع المؤسسات المحلية والدولية والجهات الرسمية، بما فيها التربية والتعليم والأوقاف، لإعادة تشغيل المدرسة والمسجد، مؤكدا أن صمود الأهالي وعودتهم إلى خربة يانون يمثلان خط الدفاع الأول لمنع تكرار السيناريو في مناطق أخرى.