تجري في هذه الأيام المراجعات الأخيرة على مسرحية "سمّ الزعتر" التي ستشارك في مهرجان المسرح الآخر في عكا لهذه السنة، والذي سيُفتتح في 1 تشرين الأول المقبل. وستكون "سمّ الزعتر" المسرحية الوحيدة هذه السنة في المهرجان التي ينجزها طاقم عربيّ، وهي مكتوبة باللغتيْن العربية والعبرية، ومن تأليف علاء حليحل وإخراج فراس روبي.
وتروي المسرحية قصة يوسف (هنري إندراوس) الذي امتهن منذ زمان طويل صناعة مستحضرات الزعتر وبيعها للزبائن اليهود الذي يبحثون دائمًا عن "الأصالة" السطحية في المجتمع العربي. في هذه الليلة يدشّن يوسف الدمية الجديدة التي بناها لغرض التسويق واسمها سمسم (ميسرة مصري)، حيث يقوم يوسف وسمسم بعرض غنائيّ تسويقي ينافق الجمهور اليهودي من أجل فتح محافظهم وشراء المستحضرات. إلا أنّ خللا ما ينتاب سمسم الدمية، حيث يخرج عن النص لتتحول المسرحية إلى حساب نفس عسير ومواجهة قاسية بينه وبين يوسف البائع المخضرم.
ويقول علاء حليحل، مؤلف المسرحية: "نحاول من خلال هذا العمل التعمق أكثر في علاقتنا كفلسطينيين مواطني الدولة مع اليهود كأغلبية ثقافية وسياسية تتعامل معنا دائمًا كمزوّدين للحمص أو الزعتر أو أي صرعة دورية تتعلق بأصالة مشتهاة يبحث عنها اليهود لدينا. المسرحية لا ترحم أحدًا: لا مستهلكي الزعتر اليهود ولا بائعي الزعتر العرب. نحن نضع تحديات غير سهلة أمام الجمهور اليهودي بأغلبيته في المهرجان ونقدم للكثيرين منهم مضامين لم ينكشفوا عليها سابقًا حول النقاشات الداخلية في مجتمعنا حول مسألة علاقتنا بالدولة بكل أطيافها واختلافاتها."
وقال فراس روبي، مخرج العمل: "المسرحية تفرض تعاملا مسرحيا مختلفا من حيث خطورة الانزلاق نحو السياسة المباشرة أو الكليشيهات والشعارات. ولذلك فإنّ العمل يفحص أيضًا حدود العمل المسرحي والقدرة على تطويع أكثر من جانر في ضمن عمل واحد للبحث عن لغة مناسبة لرواية هذه القصة والتعامل مع المسألة التي تطرحها."
المسرحية ستعرض في قاعة "الديوان" ويشارك فيها الممثلان ميسرة مصري وهنري إندراوس، موسيقى: أكرم حداد، ديكور وملابس: مجدلة خوري، إضاءة: فراس طرابشة، فيديو آرت: إياس ناطور، منتج تنفيذي: بشار طرابشة، مساعدة إنتاج: إيمان سالم، تصميم وبناء دُمى: ساشا تشيرنين، وهي من إنتاج مسرح "مرايا" في المغار.