عايش الحاج عبد الرحيم جابر من سكان قرية جلجوليه قصة الاحتلال والتهجير لقرية قاقون ولا زالت ذاكرة التاريخ الحقيقي للتهجير والاحتلال للقرية راسخة في عقله وقلبه وتسري في عروقه رغم كبره في السن فان القضية تكبر معه ويروي مراحل هامه في التاريخ الحقيقي والواقعي للشعب الفلسطيني ، رجل عايش التاريخ وتحمل المعاناه وانعكاسات الاحتلال والتهجير من مكان الى مكان.
كنت الطفل الاكبر للعائلة التي تضم سبعة اطفال والدي ووالدتي والدي عمل اجيرا في معصرة الزيتون في بديا في ذلك الوقت، قرر ابي ان ننتقل للسكن لكي ادرس في قرية قاقون في العام 1936 حيث كانت مدرسة للبنين وكانت المرحلة الدراسيه حتى اربعة اعوام، دخلت المدرسه ودرست ثلاثة اعوام، وابي عمل في بيارات في محيط القرية، ومكثنا في قاقون مدة تسعة اعوام حينها توفي والدي مما اضطرني ترك المدرسة ، وحزنت والدتي بشده وقررت ان نعود الى مسقط راسنا في قرية "بديا"، عدنا الى بديا وعملت في البابور أي معصرة الزيت كما والدي في السابق كان عمري حينذاك 15 عاما، وبعد ان عملت اجيرا في المعصرة كان احد المقربين لصاحب المعصرة يبحث عن عامل للعمل في البياره، وافقت وانتقلنا للعمل في بيارات الشكعه من نابلس في جلجوليه راس العين وحاجور وكل بياره كانت بمساحة 120 دونم.استقريت للعمل مع افراد اسرتي في البياره في جلجوليه واشتغلت في الثلاث بيارات وعملت مع اخوتي .
في العام 1948 لم اكد افتح اعيني لأرى لمعان اشعة الشمس بين الاشجار في البيارة حيث كنت اسكن ، واذ بقوات مجندة مسلحة من الجيش الاسرائيلي وصلوا وانتشروا في البياره وقالوا لي انت ستبقى للعمل هنا اجيرا والبياره اصبحت لنا، بينما صاحب البياره كانت بحوزته الكواشين بملكية الارض حاول اثبات ملكيته واعادة الملكية بعد الاحتلال لم ينفع ولم يتزحزح الجيش فهرب الى بعيد ولم يعد، فانتقلت للبيارة الثانيه في راس العين واذ بها محتله ايضا، ثم ذهبت للبيارة الثالثه واذ بها محتله وتنتشر فيها قوات معززة من الجيش، وهكذا احتلوا كل البيارات التي عملت بها اعتنيت بها ورعيتها كما يرعى الاهل الطفل الصغير، تالمت حزنت حزنا شديدا وما باليد حيله، فعدت للقرية في قاقون برفقة اخوتي ووالدتي، وما ان وصلنا للقرية لم نجدها قرية بل وجدناها حجارة كانت قد نسفت والسكان اختبأوا في البيارات وقسم منهم رحل وهجر ، حينها سألت ما الذي جرى فقالوا من اختبأوا لقد نسفوها واحتلوها وكما ترى اصبحت حجارة واثار القلعه التي كانت مدرسة بقيت اطلالا نبكيها نبكي اكثر من 5000 عائلة هُجرت، تنفسنا هواء قاقون تربة قاقون عملنا كادحين في سهل قاقون ، كان هذا هو الاحتلال ، نسف بناياتها هجر اهاليها طوقها واحتل مساحة أراضيها استولوا على "4642" دونم.
قاقون في التاريخ
برز اسم قاقون أبان الحروب الصليبية فقد ذكرت في مصادرهم باسم(قاقو) و(شاكو) و(كاكو) وأقام فيها فرسان المعبد قلعة حصينة, وكانت وقتها تابعة لقيسارية. حرر صلاح الدين الأيوبي قاقون في حوالي عام (573هـ 1177م) بعد أن دمر قلعتها وبقيت مدمرة إلى أن أعاد الملك الظاهر بيبرس البند قداري بناءها, ورمم كنيستها, وحولها إلى جامع, ووقف عليه وقفا واسكن في القرية جماعات فصارت بلدة عامرة بالأسواق كما بنى على طريقها حوضا للسبيل وذلك في عام(665هـ1267م), ثم بنى فيها علم الدين سنجر الجاولي أثناء نيابته على غزة والساحل خانا يأوي إليه المسافرون. وفي عام(670هـ 1280م)أغار الإفرنج على قاقون الحديثة واضطروا وإليها بجكا العلائي للفرار, إلا أن الملك الظاهر بيبرس أرسل إليهم حماة بقيادة الأمير أقوش الشمسي وعسكره الذين شاركوا في القتال في معركة عين جالوت ضد التتار, فأخرجوهم من قاقون بعد أن كيدوهم خسائر كثيرة في الرجال والعتاد. وكانت قاقون في عهد المماليك مركزا للبريد ما بين القاهرة ودمشق حيث كان البريد يأتي من القاهرة إلى غزة، بيت حانون, بيت داراس, قطرة، اللد، رأس العين، الطيرة، قاقون، فحمة، جنين، حطين، صفد، جسر بنات النبي يعقوب، الكسوة، دمشق وبالعكس، كما كانت محطة للحمام الزاجل على الطريق نفسه. وفي عام(692هـ - 1302م) حدث زلزال كبير كان له تأثير سئ على قاقون وأدى إلى تدمير عدد كبير من بيوتها وأحدث خسائر بالأموال والأرواح. وفي عام (891هـ - 1501م) قدم أحد أمراء المماليك من القاهرة ليتجهز برجاله لصد تقدم السلطان العثمان با يزيد بن عثمان ونصب مخيمه على تل العوجا وكان ينزل تارة بأرض قاقون وتارة أخرى بأرض اللجون "قرب جنين" وتارة بالرملة.
وفي عام(1214هـ - 1799م) تمكن نابليون بونابرت من احتلال يافا قادما من مصر وسار بالعسكر قاصدا عكا ولمّا وصل إلى أراضي قاقون كان أهالي جبل نابلس قد كمنوا له بوادي قاقون ولدى دخوله الوادي فاجأه الكمين واضطره إلى التقهقر إلى خارج الوادي لانتظار بقية الجيش, وانسحب الكمين النابلسي إلى وادي الشعير مستدرجا الجيش الفرنسي إلى الوادي ,ولكن نابليون اثر عدم مواجهة أهل البلاد, وسلك طريقا آخر إلى الشمال نحو عكا. وكانت أول هزائمه حول جبل نابلس في وادي عزون ووادي قاقون والمرج فقد أحرق البلاد فرقة من جيشه داخل أحراج عزون وقتل قائدها, فاضطر نابليون إلى التقهقر راجعا نحو عكا خائر القوى بعد أن لمس استعداد أهل البلاد لمقاومته وأدرك أنه سيفقد في مناطق فلسطين الجبلية أضعاف ما فقده في سهول مصر وساحل فلسطين. وفي عام (1260هـ - 1845م) مرّ إبراهيم باشا بن محمد علي والي مصر بقاقون، وهو في طريقه إلى زيتا وعتيل فأمر بتدمير قاقون لمشاركتها في الثورة ضده, ثم أعاد أهل القرية بناءها بعد ذلك. وفي (20/9/1918م) سقطت قاقون بيد الإنجليز ضمن الهجوم الكبير على السهل الساحلي الذي قام به الجيش البريطاني. وفي عام (1921م) شاركت قاقون في الثورة التي انطلقت من يافا وهاجم فيها أهالي قاقون مستعمرتي الخضيرة وملبس " بتاح تكفا" مما جعل الإنجليز يفرضون عليها غرامة مقدارها ستة آلاف جنيه. وفي عام (1948م) كان أهالي قاقون مستعدين دوما للتصدي لأي عدوان رغم أنه لم يتوفر للمناضلين فيها سوى(55) بندقية ورشاشان, وقد نشبت بين سكانها واليهود خلال الأشهر الخمسة التي سبقت وصول الجيش العراقي إلى المنطقة عدة معارك كان النصر فيها دوما حليف العرب الذين لم يفقدوا في هذه المعارك إلا ثلاثة شهداء وبعض الجرحى وذلك في النصف الأول من عام (1948م). ولمّا وصل الجيش العراقي بعد انسحابه من معركة غيشر "قرب بيسان" وحط رحاله في مدينة طولكرم أخذت مدفعيته تقصف المستعمرات القريبة منها. توقع اليهود أن يشن الجيش العراقي هجوما كبيرا على مستعمراتهم ويستمر في تقدمه حتى يصل إلى الساحل وقدّروا أن لديه قوة كافية لذلك فلجأوا في الفترة الأولى من وصوله إلى الدفاع وزيادة تحصين المستعمرات, ولكن حين بقيت القوات العراقية في موقعها مكتفية بإطلاق نيران مدفعيتها بين حين وآخر قرر اليهود أن يقوموا بزيادة عمق منطقتهم فاختاروا قرية قاقون هدفا رئيسيا وكلفوا أحد ألوية الجيش الإسرائيلي باحتلالها.
بدأت القوات الإسرائيلية تحتشد في البيارات منذ يوم (4/6/1948م) وكنت الآليات العسكرية تتحرك تحت عين سكان القرية الذين أعلموا القوات العراقية بذلك. وفي الساعة الخامسة والنصف مساءً من نفس اليوم بدأ الإسرائيليون يصبون نيران مدفعيتهم على القرية بشكل كثيف مما أدى إلى استشهاد عشرة من سكانها وجرح عشرة آخرين، ولم ترد القوات العراقية"رغم رجاء السكان" على هذا القصف بالمثل، إذ لم تكن الأوامر من القيادة العراقية تسمح لهم بذلك وعندها رحلت النساء والأطفال إلى البيارات الواقعة شرق القرية, واستعد الرجال للقتال, وتابع الإسرائيليون قصف القرية بالمدفعية حتى إذا حانت الساعة الثانية من صباح الخامس من حزيران بدؤوا بالتحرك نحوها مستفيدين من الساتر الترابي الذي تمر عليه السكة الحديدية للاقتراب دون التعرض لنيران المناضلين ولكنهم ما أن تجاوزوا هذا الساتر حتى تعرضوا لمقاومة عنيفة جداً عرقلت هجومهم. وعندما لاح ضوء الفجر كانت وحدات اللواء الإسرائيلي ما تزال في السهل تحت رحمة النيران العربية ومع ذلك فقد تمكن الإسرائيليون من الوصول إلى مداخل القرية في الساعة التاسعة صباحاً. وعندما يئس المناضلون طلبوا النجدة من القرى المجاورة. وقد تحركت النجدة بسرعة إلا أنها لم تستطع الوصول إلى القرية إذ كانت القوات العراقية قد أذاعت يوم 4 حزيران بلاغاً حظرت فيه تجاوز الخط الحديدي إلى الغرب. وقد انتظرت النجدة العربية, عبثا الاذن من القيادة العراقية لاجتياز الخط, فلم تتمكن من الوصول إلى القرية وعندما أوشكت القرية على السقوط تحركت بعض وحدات الجيش العراقي، لكنها لم تستطع صدّ الهجوم الإسرائيلي وهكذا سقطت قرية قاقون بأيدي اليهود بعد أن استشهد 40 رجلاً من أهلها وسبعة عشر جنديا من المفرزة العراقية. وحاولت القوات العراقية بعد ذلك استرداد القرية ولكنها فشلت واكتفت بقصفها بالمدفعية.
القرية اليوم: لم يبقَ من معالم القرية إلا القلعة التي تتوسط مجموعة من الأحجار هي أنقاض وبقايا المنازل ومبنى المدرسة الذي لا يزال يستعمل حتى الآن من قبل الإسرائيليين كمدرسة وبئر تعود إلى آل أبو هنطش, وهناك جنوبي التل شجرة توت كبيرة واجمة صبار، وإلى جانب القرية يستنبت القطن والفستق وتزرع الخضروات وبعض الأراضي غطيت بالبساتين وإلى الشمال الشرقي من القرية يوجد مصنع إسرائيلي للأعلاف.
المستعمرات الإسرائيلية التي أقيمت على أراضي القرية:
1. أنشئ(كيبوتس همعبيل) سنة (1945م) على بعد 3 كم إلى الشمال الغربي من موقع القرية. 2. وأقيمت مستعمرة(أومتس) سنة (1949م) على بعد ا كم إلى الشمال من موقع القرية. 3. وأقيمت مستعمرة (جان يوشيا) سنة (19449م) على بعد 1كم إلى الجنوب من موقع القرية. 4. وأقيمت مستعمرة(عولش) سنة (1949م) على بعد 4كم إلى الجنوب الغربي من موقع القرية. 5. وأقيمت مستعمرة(روبين) سنة(1949م). 6. وأقيمت مستعمرة (حنيئل) سنة (1950). 7. وأقيمت مستعمرة (بورغاتا) سنة(1950م) على بعد 5 كم إلى الجنوب الغربي من موقع القرية. 8. وأقيمت مستعمرة (ييكون) سنة (1951م).
عايش الحاج عبد الرحيم جابر من سكان قرية جلجوليه قصة الاحتلال والتهجير لقرية قاقون ولا زالت ذاكرة التاريخ الحقيقي للتهجير والاحتلال للقرية راسخة في عقله وقلبه وتسري في عروقه رغم كبره في السن فان القضية تكبر معه ويروي مراحل هامه في التاريخ الحقيقي والواقعي للشعب الفلسطيني ، رجل عايش التاريخ وتحمل المعاناه وانعكاسات الاحتلال والتهجير من مكان الى مكان.
كنت الطفل الاكبر للعائلة التي تضم سبعة اطفال والدي ووالدتي والدي عمل اجيرا في معصرة الزيتون في بديا في ذلك الوقت، قرر ابي ان ننتقل للسكن لكي ادرس في قرية قاقون في العام 1936 حيث كانت مدرسة للبنين وكانت المرحلة الدراسيه حتى اربعة اعوام، دخلت المدرسه ودرست ثلاثة اعوام، وابي عمل في بيارات في محيط القرية، ومكثنا في قاقون مدة تسعة اعوام حينها توفي والدي مما اضطرني ترك المدرسة ، وحزنت والدتي بشده وقررت ان نعود الى مسقط راسنا في قرية "بديا"، عدنا الى بديا وعملت في البابور أي معصرة الزيت كما والدي في السابق كان عمري حينذاك 15 عاما، وبعد ان عملت اجيرا في المعصرة كان احد المقربين لصاحب المعصرة يبحث عن عامل للعمل في البياره، وافقت وانتقلنا للعمل في بيارات الشكعه من نابلس في جلجوليه راس العين وحاجور وكل بياره كانت بمساحة 120 دونم.استقريت للعمل مع افراد اسرتي في البياره في جلجوليه واشتغلت في الثلاث بيارات وعملت مع اخوتي .
في العام 1948 لم اكد افتح اعيني لأرى لمعان اشعة الشمس بين الاشجار في البيارة حيث كنت اسكن ، واذ بقوات مجندة مسلحة من الجيش الاسرائيلي وصلوا وانتشروا في البياره وقالوا لي انت ستبقى للعمل هنا اجيرا والبياره اصبحت لنا، بينما صاحب البياره كانت بحوزته الكواشين بملكية الارض حاول اثبات ملكيته واعادة الملكية بعد الاحتلال لم ينفع ولم يتزحزح الجيش فهرب الى بعيد ولم يعد، فانتقلت للبيارة الثانيه في راس العين واذ بها محتله ايضا، ثم ذهبت للبيارة الثالثه واذ بها محتله وتنتشر فيها قوات معززة من الجيش، وهكذا احتلوا كل البيارات التي عملت بها اعتنيت بها ورعيتها كما يرعى الاهل الطفل الصغير، تالمت حزنت حزنا شديدا وما باليد حيله، فعدت للقرية في قاقون برفقة اخوتي ووالدتي، وما ان وصلنا للقرية لم نجدها قرية بل وجدناها حجارة كانت قد نسفت والسكان اختبأوا في البيارات وقسم منهم رحل وهجر ، حينها سألت ما الذي جرى فقالوا من اختبأوا لقد نسفوها واحتلوها وكما ترى اصبحت حجارة واثار القلعه التي كانت مدرسة بقيت اطلالا نبكيها نبكي اكثر من 5000 عائلة هُجرت، تنفسنا هواء قاقون تربة قاقون عملنا كادحين في سهل قاقون ، كان هذا هو الاحتلال ، نسف بناياتها هجر اهاليها طوقها واحتل مساحة أراضيها استولوا على "4642" دونم.
قاقون في التاريخ
برز اسم قاقون أبان الحروب الصليبية فقد ذكرت في مصادرهم باسم(قاقو) و(شاكو) و(كاكو) وأقام فيها فرسان المعبد قلعة حصينة, وكانت وقتها تابعة لقيسارية. حرر صلاح الدين الأيوبي قاقون في حوالي عام (573هـ 1177م) بعد أن دمر قلعتها وبقيت مدمرة إلى أن أعاد الملك الظاهر بيبرس البند قداري بناءها, ورمم كنيستها, وحولها إلى جامع, ووقف عليه وقفا واسكن في القرية جماعات فصارت بلدة عامرة بالأسواق كما بنى على طريقها حوضا للسبيل وذلك في عام(665هـ1267م), ثم بنى فيها علم الدين سنجر الجاولي أثناء نيابته على غزة والساحل خانا يأوي إليه المسافرون. وفي عام(670هـ 1280م)أغار الإفرنج على قاقون الحديثة واضطروا وإليها بجكا العلائي للفرار, إلا أن الملك الظاهر بيبرس أرسل إليهم حماة بقيادة الأمير أقوش الشمسي وعسكره الذين شاركوا في القتال في معركة عين جالوت ضد التتار, فأخرجوهم من قاقون بعد أن كيدوهم خسائر كثيرة في الرجال والعتاد. وكانت قاقون في عهد المماليك مركزا للبريد ما بين القاهرة ودمشق حيث كان البريد يأتي من القاهرة إلى غزة، بيت حانون, بيت داراس, قطرة، اللد، رأس العين، الطيرة، قاقون، فحمة، جنين، حطين، صفد، جسر بنات النبي يعقوب، الكسوة، دمشق وبالعكس، كما كانت محطة للحمام الزاجل على الطريق نفسه. وفي عام(692هـ - 1302م) حدث زلزال كبير كان له تأثير سئ على قاقون وأدى إلى تدمير عدد كبير من بيوتها وأحدث خسائر بالأموال والأرواح. وفي عام (891هـ - 1501م) قدم أحد أمراء المماليك من القاهرة ليتجهز برجاله لصد تقدم السلطان العثمان با يزيد بن عثمان ونصب مخيمه على تل العوجا وكان ينزل تارة بأرض قاقون وتارة أخرى بأرض اللجون "قرب جنين" وتارة بالرملة.
وفي عام(1214هـ - 1799م) تمكن نابليون بونابرت من احتلال يافا قادما من مصر وسار بالعسكر قاصدا عكا ولمّا وصل إلى أراضي قاقون كان أهالي جبل نابلس قد كمنوا له بوادي قاقون ولدى دخوله الوادي فاجأه الكمين واضطره إلى التقهقر إلى خارج الوادي لانتظار بقية الجيش, وانسحب الكمين النابلسي إلى وادي الشعير مستدرجا الجيش الفرنسي إلى الوادي ,ولكن نابليون اثر عدم مواجهة أهل البلاد, وسلك طريقا آخر إلى الشمال نحو عكا. وكانت أول هزائمه حول جبل نابلس في وادي عزون ووادي قاقون والمرج فقد أحرق البلاد فرقة من جيشه داخل أحراج عزون وقتل قائدها, فاضطر نابليون إلى التقهقر راجعا نحو عكا خائر القوى بعد أن لمس استعداد أهل البلاد لمقاومته وأدرك أنه سيفقد في مناطق فلسطين الجبلية أضعاف ما فقده في سهول مصر وساحل فلسطين. وفي عام (1260هـ - 1845م) مرّ إبراهيم باشا بن محمد علي والي مصر بقاقون، وهو في طريقه إلى زيتا وعتيل فأمر بتدمير قاقون لمشاركتها في الثورة ضده, ثم أعاد أهل القرية بناءها بعد ذلك. وفي (20/9/1918م) سقطت قاقون بيد الإنجليز ضمن الهجوم الكبير على السهل الساحلي الذي قام به الجيش البريطاني. وفي عام (1921م) شاركت قاقون في الثورة التي انطلقت من يافا وهاجم فيها أهالي قاقون مستعمرتي الخضيرة وملبس " بتاح تكفا" مما جعل الإنجليز يفرضون عليها غرامة مقدارها ستة آلاف جنيه. وفي عام (1948م) كان أهالي قاقون مستعدين دوما للتصدي لأي عدوان رغم أنه لم يتوفر للمناضلين فيها سوى(55) بندقية ورشاشان, وقد نشبت بين سكانها واليهود خلال الأشهر الخمسة التي سبقت وصول الجيش العراقي إلى المنطقة عدة معارك كان النصر فيها دوما حليف العرب الذين لم يفقدوا في هذه المعارك إلا ثلاثة شهداء وبعض الجرحى وذلك في النصف الأول من عام (1948م). ولمّا وصل الجيش العراقي بعد انسحابه من معركة غيشر "قرب بيسان" وحط رحاله في مدينة طولكرم أخذت مدفعيته تقصف المستعمرات القريبة منها. توقع اليهود أن يشن الجيش العراقي هجوما كبيرا على مستعمراتهم ويستمر في تقدمه حتى يصل إلى الساحل وقدّروا أن لديه قوة كافية لذلك فلجأوا في الفترة الأولى من وصوله إلى الدفاع وزيادة تحصين المستعمرات, ولكن حين بقيت القوات العراقية في موقعها مكتفية بإطلاق نيران مدفعيتها بين حين وآخر قرر اليهود أن يقوموا بزيادة عمق منطقتهم فاختاروا قرية قاقون هدفا رئيسيا وكلفوا أحد ألوية الجيش الإسرائيلي باحتلالها.
بدأت القوات الإسرائيلية تحتشد في البيارات منذ يوم (4/6/1948م) وكنت الآليات العسكرية تتحرك تحت عين سكان القرية الذين أعلموا القوات العراقية بذلك. وفي الساعة الخامسة والنصف مساءً من نفس اليوم بدأ الإسرائيليون يصبون نيران مدفعيتهم على القرية بشكل كثيف مما أدى إلى استشهاد عشرة من سكانها وجرح عشرة آخرين، ولم ترد القوات العراقية"رغم رجاء السكان" على هذا القصف بالمثل، إذ لم تكن الأوامر من القيادة العراقية تسمح لهم بذلك وعندها رحلت النساء والأطفال إلى البيارات الواقعة شرق القرية, واستعد الرجال للقتال, وتابع الإسرائيليون قصف القرية بالمدفعية حتى إذا حانت الساعة الثانية من صباح الخامس من حزيران بدؤوا بالتحرك نحوها مستفيدين من الساتر الترابي الذي تمر عليه السكة الحديدية للاقتراب دون التعرض لنيران المناضلين ولكنهم ما أن تجاوزوا هذا الساتر حتى تعرضوا لمقاومة عنيفة جداً عرقلت هجومهم. وعندما لاح ضوء الفجر كانت وحدات اللواء الإسرائيلي ما تزال في السهل تحت رحمة النيران العربية ومع ذلك فقد تمكن الإسرائيليون من الوصول إلى مداخل القرية في الساعة التاسعة صباحاً. وعندما يئس المناضلون طلبوا النجدة من القرى المجاورة. وقد تحركت النجدة بسرعة إلا أنها لم تستطع الوصول إلى القرية إذ كانت القوات العراقية قد أذاعت يوم 4 حزيران بلاغاً حظرت فيه تجاوز الخط الحديدي إلى الغرب. وقد انتظرت النجدة العربية, عبثا الاذن من القيادة العراقية لاجتياز الخط, فلم تتمكن من الوصول إلى القرية وعندما أوشكت القرية على السقوط تحركت بعض وحدات الجيش العراقي، لكنها لم تستطع صدّ الهجوم الإسرائيلي وهكذا سقطت قرية قاقون بأيدي اليهود بعد أن استشهد 40 رجلاً من أهلها وسبعة عشر جنديا من المفرزة العراقية. وحاولت القوات العراقية بعد ذلك استرداد القرية ولكنها فشلت واكتفت بقصفها بالمدفعية.
القرية اليوم: لم يبقَ من معالم القرية إلا القلعة التي تتوسط مجموعة من الأحجار هي أنقاض وبقايا المنازل ومبنى المدرسة الذي لا يزال يستعمل حتى الآن من قبل الإسرائيليين كمدرسة وبئر تعود إلى آل أبو هنطش, وهناك جنوبي التل شجرة توت كبيرة واجمة صبار، وإلى جانب القرية يستنبت القطن والفستق وتزرع الخضروات وبعض الأراضي غطيت بالبساتين وإلى الشمال الشرقي من القرية يوجد مصنع إسرائيلي للأعلاف.
المستعمرات الإسرائيلية التي أقيمت على أراضي القرية:
1. أنشئ(كيبوتس همعبيل) سنة (1945م) على بعد 3 كم إلى الشمال الغربي من موقع القرية. 2. وأقيمت مستعمرة(أومتس) سنة (1949م) على بعد ا كم إلى الشمال من موقع القرية. 3. وأقيمت مستعمرة (جان يوشيا) سنة (19449م) على بعد 1كم إلى الجنوب من موقع القرية. 4. وأقيمت مستعمرة(عولش) سنة (1949م) على بعد 4كم إلى الجنوب الغربي من موقع القرية. 5. وأقيمت مستعمرة(روبين) سنة(1949م). 6. وأقيمت مستعمرة (حنيئل) سة (1950). 7. وأقيمت مستعمرة (بورغاتا) سنة(1950م) على بعد 5 كم إلى الجنوب الغربي من موقع القرية. 8. وأقيمت مستعمرة (ييكون) سنة (1951م).
يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.