جاء أذارٌ جديد على النساء الفلسطينيات بصمتٍ يحمل في طياته تاريخ سطرته المرآه الفلسطينيه بصمودها وكفاحها ، موجات التشريد والتهويد وسياسات القمع التي عصفت بهن بشدة اكثر من السابق، ورغم حالات التخبط بين السياسة التي هددت كيانها وبين متطلباتها الإنسانية الملحَّة، الا انها بحثت وصنعت فرصة للابتسامه والفرح للتمكين الذاتي من العدم واللاشيء لتقاوم وتتصدى لرياح الام والمعاناة العاتيه من كل حدب وصوب.
تلك هن النساء الفلسطينيات الماجدات الصامدات ام اشرف ابو علي من قلنسوه التي قاومت تحدت كل الظروف المريره القاسيه ولم تنكسر ولا زالت تبح عن لحظة فرح لتستمد القوة في الصمود، بيتها يفتقر لادنى مقومات الحياة وادنى الاسس الحياتيه ورغم ذلك صمدت ، صمدت بوجه سياسة التشريد التهويد وتضييق الخناق، عانت وقاومت كل الظروف القاسيه التي مرت بها منذ لحظة فقدان ابنها الشاب بنوبة قلبيه وكرست حيتها لتربي اطفاله الخمسه الذين عاشوا في غرفة واحدة، وما لبثت ان تجمع قواها بعد مضي اعوام الى ان تمكنت من شراء قطعة ارض وعدت ان تشمل المنطقه الترخيص دون جدوى، عشرة اعوام وهي تحتاول اصدار رخصة دون نجاح، وحُرمت من اصدار رخصة بناء لتتمكن من تهيئة ظروف معيشية لابنها واحفادها الايتام وبنت منزلا يفتقر لادنى الاسس الحياتيه دون شبابيك ودون اثاث ودون كهرباء وانما اربعة جدران تاويهم برد الشتاء وحر الصيف، وهذه الجدران مهددة بالهدم بعد ان نفذت كل الاجراءات التي من شأنها منع الهدم وانقاذ المنزل وتشريد العائلات، صمدت قاومت ولم يبقى معها ثمنا لقطعة خبز بعد ان صرفت كل ما بملكيتها اجرة محامين وغرامات، بقيت صامده ولم تنكسر.
حال ام اشرف مثل حال ام اياد خطيب التي اهلكها المرض من شدة الالم والمعاناة من سياسة التضييق والخناق لديها اربعة شبان واسرتهم واطفالهم يأويهم المنزل ليعيشوا حياة كريمه كالاخرين ولم يلبثوا ان يكونوا الابناء اسرة واذ بالسلطات تطالبهم من اخلاء المنزل بادعاء عدم وجود ترخيص في تلك المنطقه التي تأوي اكثر من 50 منزلا في الوقت الذي تمنح ترخيصا لموقع النفايات الذي يضر بالبيئة يلوث الهواء والماء الجوفيه وسبب بحالات مرض منزمنه وخطيره، ولا زال الامر في خطر الهدم وتشريد اربع عائلات .
ولم يختلف حال هناء النقيب عن حال ام اشرف وام اياد، بل هدمت السلطات منزلها بملكيتها الخاصه في مدينة اللد والتي تأوي اربعة اطفال وفي اجواء البرد الشديد اخلت منزلها واحالته ترابا تذروه الرياح ولم يبقى شاقلا بحوزتها بعد ان عملت بتعب وكد لتوفير المأوى لأطفالها الصغار وتشردت العائلة دون بديل .
هذا هو حال المئات من العائلات المهددة بالتشريد والتي تشردت من اقصى الشمال مررا بالمثلث والمركز اللد يافا الرمله ووصولا النقب.
ولا زال واقع النساء الفلسطينيات يشهد الكثير من التعقيدات والصعوبات في سبيل تأمين لقمة العيش ومأوى لابنائها وبالرغم من ان الغالبية تحت خط الفقر فرض عليهن واقع مرير ينعكس على حالتها النفسية، وعلى اولادها ايضا وهذا بحد ذاته تحدياً للوجود، واكبر تحدٍ هو مشاهد المعاناة والالم بحرقة وصمت تخفي ابتسامة ومرح على محياها.