ضرب قرار رومانيا بالانضمام الى التحالف الجمركي مع روسيا عرض الحائط بالخطط الأوروبية لتقوية العلاقات مع الجمهورية القوقازية.
وسعى الاتحاد الأوروبي الى ابرام اتفاقات مع دول الاتحاد السوفيتي السابق في نوفمبر/تشرين الثاني لكن اتفاق ارمينيا مع روسيا يعني عدم انضمامها لتلك الاتفاقيات.
وغالبا ما يفضي هذا النوع من التعاون إلى الانضمام الى عضوية الاتحاد الاوروبي.
ويثير التعاون الروسي الارميني الشكوك الغربية حول محاولات موسكو استعادة السيطرة على دول الاتحاد السوفيتي السابق.
وطالبت المفوضية الاوروبية من ارمينيا توضيح موقفها حيث اعتبرت تعاون الأخيرة مع روسيا بمثابة انسحاب من اتفاقيات التعاون الأوروبية التي جرت حولها مفاوضات خلال العامين الماضيين.
واشارت المفوضية الى ان الامر ليس ببساطة الاختيار بين اوروبا وروسيا.
وقال ستيفان فوله المفوض لشؤون توسيع الاتحاد الاوروبي "نحن نتطلع لتوضيح من ارمينيا حول كيفية التنسيق بين التحالف الجمركي الأخير والطلب التي تقدمت به للانضمام للتحالف الاوروبي".
وقال تشارليز تانوك خبير الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي لبي بي سي إنه من المستحيل أن تطبق ارمينيا تعريفات جمركية مختلفة وفقا لاتفاق مع اوروبا وآخر مع روسيا.
وأضاف "إذا انضممت الى اتحاد جمركي فليس بإمكانك الانضمام لآخر".
ضغط روسي
وقامت كل من مولودوفا واوكرانيا بالتفاوض للانضمام للاتحاد الجمركي الاوروبي في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل ضمن محاولات حثيثة للاتحاد الأوروبي للتحالف مع دول أوروبا الشرقية لكن هذه الدول واقعة تحت ضغط روسي للبقاء في اطار نظامها الجمركي.
ويتمثل الضغط الروسي في اعتماد معظم دول الاتحاد السوفيتي السابق على الغاز الطبيعي الروسي.
ومن المقرر ان تستضيف ليتوانيا بعد شهور محادثات الاتحاد الاوروبي مع دول اوروبا الشرقية الراغبة في الانضمام للنظام الجمركي الاوروبي تمهيدا للانضمام للاتحاد.
وقال كارل بيلدت وزير الخارجية السويدي على صفحته على تويتر "يبدو ان ارمينيا قررت انهاء المحادثات حول اتفاق التجارة الحرة مع اوروبا بالاتحاد مع روسيا وهو ما يمثل رجوع للخلف".
ويقول ريتشارد جيجوسيان المحلل السياسي الارميني إن الخطوة تضرب مثلا على تخبط القرار في البلاد لكنه استدرك قائلا إنه مازال هناك وقت لتصحيح هذا الخطأ الفادح.
واضاف لبي بي سي إن الخطوة ستتسبب في ادخال البلاد في حالة من العزلة وجعلها مجرد تابع لروسيا مضيفا أن الانضمام للاتفاقية الاوروبية كان سيمثل خطوة هامة للتقارب مع اوروبا.
ومازالت ارمينيا تعاني من نزاع اقليمي مع جارتها اذربيجان ويمثل التعاون العسكري مع روسيا الذي بدأ منذ 1990 أهمية بالغة في هذا النزاع.