أوليج بنكوفسكي.. أشهر جواسيس الحرب الباردة
كان أوليج بنكوفسكي أحد أكثر جواسيس الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية الذين حققوا نجاحا ملحوظا.
وبينما كان بنكوفسكي يخدم ككولونيل في المخابرات الحربية السوفييتية في أوائل الستينات، التقط آلاف الصور لوثائق بالغة السرية بكاميرا دقيقة، ومرر الميكروفيلم إلى المخابرات الأمريكية والبريطانية.
وكانت التحدي الأكبر الذي يقابل الجاسوس السوفييتي هو أنه يرتكب تلك الممارسات الجاسوسية في موسكو، المليئة بالآلاف من موظفي الاستخبارات السوفييتية"كي جي بي"، بالإضافة إلى أن الإعدام كان المصير الذي ينتظر أي جاسوس يتم الإمساك به، فلم يكن أخطر في ذلك الوقت من تنفيذ مهمة القيام بالجاسوسية في موسكو.
وتحت هذه الظروف الصعبة، قدم بنكوفسكي معلومات ساعدت على إنهاء "أزمة الصواريخ الكوبية" دون إشعال حرب.
وفي عام 1962، قام طيار من طائرة استطلاع U-2 بالتقاط صور لغرب كوبا من الجو، أظهرت وجود سلسلة من الصواريخ غير المعتادة، ولم تشاهد في كوبا قبل ذلك، فأحدثت تلك الصور قلقا بالغا لمحللي وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، لذا قاموا بفحص معلومات قدمها لهم بنكوفسكي لمعرفة ماهية تلك الصواريخ.
وكان بنكوفسكي قد قام بالتقاط صور لكتيبات عسكرية بالغة السرية، بينهما كتيب لصاروخ يحمل اسم R-12 MRBM تم تصميمه لحمل رأس نووية قوتها التفجيرية ميغاطن وهي قوة انفجارية تعادل مليون طن من ثالث نتريت التولين، وتوصل المحللون إلى أن الصواريخ الكوبية هي من ذات الطراز، وأسدوا نصحا للرئيس الأمريكي آنذاك جون كنيدي اعتمادا على معلومات بنكوفسكي. وأصدر كنيدي أمرا بحصار أمريكي بحري لكوبا.
لكن قصة نجاح الجاسوس الروسي توقفت عندما تمكنت " كي جي بي" من إلقاء القبض عليه في 22 أكتوبر عام 1962.
وقالت صحيفة "الديلي بست" إن الأسباب التي دفعت بنكوفسكي إلى أن يعمل كجاسوس ضد بلده تمثلت في كرهه للزعيم السوفييتي نيكيتا خروشوف، كما كان غاضبا من عدم ترقيته إلى رتبة الجنرال، بما جعله راغبا في معاقبة السوفييت.
وتم إعدام الجاسوس الروسي عام 1963 بعد أقل من عام من اعتقاله.