هادي زاهر
نقاش مع الأحرار الجدد
ندعو أهلنا إلى الالتفاف حول لجنة الدفاع عن الأرض والمسكن
مما لا شك فيه بان أكبر تجمع للدروز في إسرائيل يحدث في 4-24 من كل عام وذلك في مقام النبي شعيب عليه السلام، حيث يجد أبناء الطائفة الدرزية مناسبة للتواصل فيما بينهم، فالصديق الذي لم يرى صديقه منذ فترة بسبب الظروف ومشاغل الحياة اليومية، يصدف أن يجده هناك لتجديد العلاقات، والتعبير عن الشوق والحنين لرؤية الأحباء، وعملية التواصل عملية ضرورية بين البشر من شأنها أن تجلو القلوب وتقرب الناس من بعضهم البعض، ويأتي في هذا اليوم (زعماء) الطوائف لتقديم التهاني، كما تبعث الحكومة أحد وزرائها مندوبًا عنها، ويُلقي كلٌ بالنيابة عن جماعته كلمة تشيد بالطائفة الدرزية ومنهم من يذهب بعيدًا لتصل تعابيره حد الغزل؟!! مسرحية تعود على نفسها سنويًا؟!! نفس الأشخاص ونفس الكلمات؟!!
إلى أن تأتي كلمة الوزير الذي يعرب عن مدى عشقه وهيامه بالطائفة الدرزية، ويعترف كما هو الحال في كل عام بان الحكومات الإسرائيلية لم تُثمن غاليًا تضحيات الدروز كما يجب ولم تمنحهم الحقوق التي يستحقونها، ويعد بتقليص الفجوة ومنح الحقوق كاملة ثم يهدد أعداء إسرائيل من المقام.. علمًا بان السلطات تملك وسائل الإعلام التي يمكنها من خلالها أن تهدد كما تشاء فلماذا من المقام التي يجب أن تنطلق منه الدعوات إلى السلام الحقيقي الذي يمنح كل الإطراف حريتها وحقوقها بدلًا من التهديد بالحروب، وكنت قد تحدثت بهذا الشأن مع فضيلة الشيخ موفق طريف فقال لي: إنهم يأتون لتقديم التهاني ونحن بدورنا لا نستطيع منع الضيف من الحديث الذي يريده، وهنا اطلب برفع يافطة فوق منصة الشرف وبالعبرية ايضًا في هذه المناسبة تحديدًا تدعو الضيف إلى أن يقتصر حديثه على تقديم التهاني ليس إلا.
ومع اقتراب هذه الزيارة المباركة أصدرت هيئة جديدة تدعى " الأحرار الجدد" بيانَا شديد اللهجة دعت فيه إلى مقاطعة هذه الزيارة على ضوء استغلال ساحة المقام لاستعراض عسكري، ونحن بدورنا نشد على يد هذا التنظيم الجديد الذي نأمل له النجاح ومواصلة العمل ولكننا في نفس الوقت نسأل: لماذا المقاطعة بدلًا من الدعوة إلى الحضور الكثيف لنرمي بثقلنا معًا للاحتجاج أمام المسؤول الحكومي على المظالم التي نتعرض لها.. على الاستهتار اللا متناهي، لماذا نترك الميدان لحميدان ليكون اللاعب الوحيد في الساحة ليلعب كما يشاء بحقوقنا وبكرامتنا ليطلق أكاذيبه مجددًا.. لماذا لا نتصدى له لنقول له:
هنا هي حدودك التي يجب أن لا تتعداها..
إن المقاطعة معناها الهروب من المواجهة.. معناها أننا لا نستطيع مناطحة الفحل فنقوم بمناطحة السخل؟!! من هنا ندعو هذه الحركة إلى سحب.. بل إلى تغيير دعوتها مع علمنا بأن شمعون بيرس سيحضر إلى المقام لتقديم التهاني، نضم صوتنا إلى صوت لجنة الدفاع عن الأرض والمسكن ونسأل بماذا سيأتي بيرس الذي يفتقد للصلاحيات ؟ هل سيأتي برزمة من الحقوق؟ هل سيأتي لتهنئة العائدين من بلاد الشام بعد أن التقوا بأهاليهم؟ أم ليسمعنا نفس الكلمات الممجوجة..أننا نعود وندعو أهلنا إلى الالتفاف حول لجنة الدفاع عن الأرض والمسكن والالتزام بقراراتها وإلى اللقاء في المقام الشريف وكل عام وأنتم بخير.
المقال يعبر عن اراء كاتبه وعلى مسؤليته فقط