وجهت منظمات حقوق الإنسان العاملة في قطاع غزة رسالة تطالب فيها بفتح تحقيق بجرائم التهجير للمواطنيين الفلسطينين الذين يفرون من صعوبة الحياة في القطاع
وجهت منظمات حقوقية فلسطينية مطالبات للحكومة والقيادة الفلسطينية بمختلف أطرها وانتماءاتها من أجل "العمل على فتح تحقيق بظاهرة الهجرة غير الشرعية ومحاسبة المهربين الذين يبطشون بالمهاجرين الذين يهربون من ويلات الأوضاع المعيشية الصعبة في قطاع غزة". ووجهت منظمات حقوق الإنسان العاملة في قطاع غزة رسالة الى الرئيس محمود عباس والحكومة الفلسطينية والنائب العام الفلسطيني تطالب فيها "بفتح تحقيق فوري بجرائم التهجير للمواطنيين الفلسطينين الذين يفرون من صعوبة وألم الحياة في القطاع قبل وبعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومحاسبة المسؤولين عن هذه المعاناة التي تدفع المواطن للهرب والهجرة بشكل غير شرعي".
وطالبت المنظمات الحقوقية العاملة في قطاع غزة بمحاسبة كل المسؤولين عن "عمليات الهجرة غير الشرعية، سواء كانوا المهربين الذين يعتبرون المسؤولين المباشرين أو أي مجموعات وجهات أثقلت حياة المواطن وتسببت بهجرته، والذين يعتبرون الجهة المسؤولة بشكل غير مباشر الى جانب الإصرار على محاسبة إسرائيل التي تعتبر مسؤولا مباشرا عن المواطنيين الذين ما زالوا يعيشون تحت الإحتلال".
وتأتي هذه المطالبات بعد الإعلان عن غرق عشرات الفلسطينين في مياه البحر المتوسط، والذين تعرضوا لأنواع مختلفة من الإضطهاد بدأ من المهربين مرورا بالمطاردة في مصر وانتهاءا بجريمة المهربين الدوليين الذين أغرقوا قبل ايام قاربا للمهاجرين الذين رفضوا القفز في قوارب أخرى خلال عملية تهريبهم".
و قال سلاح البحرية الإيطالي أنه "أنجد نحو 2380 شخصا خلال اليومين الماضيين بينما كانوا يحاولون الهجرة سرا الى اوروبا، في إطار برنامج ضخم أطلق عليه اسم "ماري نوستروم" الذي وضع بعد مقتل اكثر من 400 مهاجر سري نتيجة غرق سفينتين كانتا تقلانهم في تشرين الاول/اكتوبر الماضي". وقالت بحرية مالطا، إن "الاصطدام وقع بين سفينة تقل ما بين 300 و400 مهاجر وسفينة اخرى تقل نحو ثلاثين شخصا كانت المياه تتسرب اليها، فحاول ركابها اجبار السفينة الاخرى على التوقف ما ادى الى غرق السفينتين".
ووقع الحادث الأربعاء في المياه الدولية على بعد نحو 300 ميل بحري جنوب شرق مالطا ولم يعرف شيء عنه إلا بعد انتشال سفينة شحن بنمية الخميس شخصين كانا لا يزالان على قيد الحياة. وجمعت منظمة الهجرة الدولية شهادات هذين الشخصين الفلسطينيين، اللذين نقلا السبت الى "بوتزالو" في جنوب صقلية. وخلال الحديث مع الشابين الفلسطينيين كل على حدة، أكدا أنهما "غادرا مدينة دمياط المصرية في السادس من ايلول/ستمبر على متن سفينة كانت تقل نحو 500 شخص من السوريين والفلسطينيين والمصريين والسودانيين وبينهم نساء واطفال، وخلال ابحار السفينة، أجبر المهربون ركابها على الانتقال الى زوارق أخرى مرارا، وعندما طلبوا منهم الاربعاء القفز الى سفينة صغيرة رفضوا ما أثار غضب المهربين"، حسب ما افاد الشاهدان الفلسطينيان. "عندها قام المهربون الذين كانوا على متن سفينة أخرى بصدم سفينة المهاجرين ما ادى الى غرقها"، حسب رواية الفلسطينيين.
وتم انتشال الفلسطينيين بعد يوم ونصف يوم على غرق السفينة، وكان أحدهما يرتدي سترة نجاة، في حين تشبث الثاني بعوامة مع سبعة أشخاص آخرين بينهم طفل مصري توفوا جميعا من الارهاق باستثناء الفلسطيني. كما عثرت فرق الانقاذ على سبعة أشخاص أحياء وغائبين عن الوعي وتم نقلهم الى مستشفى في جزيرة كريت بواسطة مروحية. وتوفيت فتاة صغيرة خلال نقلها الى المستشفى. وقال المتحدث باسم منظمة الهجرة الدولية فلافيو دي جياكومو لوكالة "فرانس برس" إن "سفنا يونانية ومالطية انتشلت تسعة ناجين آخرين، ومن المرجح ان يكون الاخرون قد قضوا غرقا". وفتحت السلطات الايطالية تحقيقا في الحادث. وفي حال تأكدت صحة هذه المعلومات فإن "حادثة الغرق هذه ستكون الابشع خلال السنوات القليلة الماضية، خصوصا أنها ليست حادثة بالمعنى الفعلي بل جريمة جماعية"، حسب منظمة الهجرة.
وقبالة السواحل الليبية انقذت البحرية الليبية 36 شخصا بينهم ثلاث نساء، إثر غرق السفينة التي كانت تقلهم. وقال العقيد الليبي ايوب قاسم إن "200 شخص وربما اكثر كانوا على متن السفينة". وصرح العقيد ايوب قاسم لوكالة فرانس برس: "أحصي عدد كبير من الجثث الطافية. لكن قلة الموارد حالت دون انتشالنا الجثث، لا سيما بعد حلول الظلام الاحد. كانت اولويتنا انقاذ الاحياء". اضافة الى ذلك تم انقاذ 102 مهاجر افريقي الاثنين في البحر على بعد نحو 60 كلم شرق طرابلس، حسب ما افاد حرس الحدود الليبي الذي افاد ايضا بمقتل ثلاثة اشخاص غرقا وثلاثة مفقودين.
وتعتبر ليبيا بلد عبور من افريقيا الى الدول الاوروبية لمئات الاف الافارقة الساعين الى الهجرة غير الشرعية، وغالبا ما يستقلون زوارق وسفنا متهالكة غير قادرة على مواجهة الامواج ما يؤدي الى غرقها. وفي نهاية آب الماضي فقد نحو 170 افريقيا في غرق سفينة قبالة الشواطىء الليبية، حيث تساهم الفوضى في هذا البلد بتزايد نشاط المهربين الساعين الى كسب المال السريع. وقام مفوض الامم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس الاحد بزيارة مركز اغاثة في مالطا حيث دعا الى "بذل جهود مشتركة" في اوروبا لتجنب هذه المآسي في البحار.
وتفيد المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان اكثر من 2200 شخص قضوا او اعتبروا مفقودين بينما كانوا يحاولون عبور المتوسط منذ حزيران الماضي. كما وصل 130 الف شخص الى اوروبا عن طريق البحر منذ مطلع السنة، أي ضعف الذين وصلوا طيلة العام 2013. واستقبلت ايطاليا 118 الفا منهم خصوصا في اطار برنامج "ماري نوستروم" الذي يفترض ان ينتهي العمل به في تشرين الثاني المقبل، حسب المفوضية.