حسب التحقيق الذي شارك فيه اثنان من رؤوساء الشاباك السابقين، وهم آفي ديختر و يعقوب بيري، كانت عملية تفجير مركبة في منطقة "رمات افعال" المؤشر الأول الذي وضع يحيى عياش على لائحة المطلوبين لجهاز الشاباك الإسرائيلي، وبعد هذه العملية جاءت عملية تفجير حافلة رقم 5 في تل أبيب لتعزز ملاحقة يحيى عياش.
بعد عملية الحافلة رقم 5 أدركت أجهزة الأمن الإسرائيلية انها أمام نوع جديد من العمليات بعد نجاح يحيى عياش بتطوير نوع خاص من المتفجرات، حسب حديث آفي ديختر أحد رؤوساء الشاباك السابقين. رئيس جهاز الشاباك السابق يعقوب بيري قال: "بعد عملية الحافلة رقم 5 اجتمعت الحكومة الإسرائيلية في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية، وحينها طالب رئيس الحكومة ايتسحاق رابين بيحيى عياش حياً أو ميتاً، وقال رابين بين أيديكم كل الوسائل لذلك، وما ينقصكم سنوفره لكم".
وعن ملاحقة عياش قال بيري: "كل جندي إسرائيلي كان يحمل صورة يحيى عياش في لائحة المطلوبين التي بحوزته، ولكن يحى عياش لم يكن يكمل ليلته في مكان واحد، وقد هيأ لنفسه شبكة مساعدين مكنته من التخفي لفترة زمنية طويلة".
من التحقيق يتضح أن المخابرات الإسرائيلية مكنت بشكل غير مباشر زوجة الشهيد عياش من التسلل لغزة بهدف اللحاق به، والمساعدة في توفير مدخل يمكن من خلاله البدء بمتابعة يحيى عياش، وفعلاً هذا كان حسب رئيس جهاز السابق بعد أقامت زوجة عياش وابنها لدى أحد عناصر حماس، وبدأ يحيى عياش يصل للبيت الذي تقيم فيه زوجته وابنه.
وبداية خطة اغتيال عياش كانت من لحظة تسليم كمال حماد جهاز الهاتف الخلوي والذي يدعي الشاباك أن كمال لم يكن يعلم ماذا يوجد به، واللجوء لخطة اغتيال بالهاتف الخلوي كانت لعلم الشاباك أن عياش كان دائما يحب التواصل مع والده بالهاتف. بعد اغتيال رئيس الوزراء يتسحاق رابين أراد رئيس جهاز الشاباك الاستقالة ووضع استقالته بين يدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بالوكالة في حينه شمعون بيرس، إلا استقالته رفضت حيث كان له مهمة أخرى عليه اكمالها وهي اغتيال يحيى عياش.
وحسب بيري عملية الاغتيال الأولى بواسطة الهاتف الخلوي فشلت، حيث لم ينجح جهاز التفجير من المروحية التي كانت في الجو من تفجير الهاتف الخلوي على الرغم من إنزال المروحية لارتفاعات منخفضة لحظة العملية. وبعد استعادة جهاز الخلوي وفحصه تم الاكتشاف أن هناك خلل في أحد الكوابل التي تم إصلاحها وإعادته لكمال، وكانت الجمعة التالية عملية الاغتيال التي سارت وفق الخطة المرسومة، وبعد الاغتيال تم إبلاغ شمعون بيرس بالخبر الذي استقبله بشكل اعتيادي دون أي انفعال وحتى بدون ابتسامة على الوجه.
ويدعي رئيس جهاز الشاباك السابق أنه كان بالإمكان اغتيال محمد ضيف في نفس الساعة بعد أن حضر لمكان اغتيال عياش لإخراج جثته، إلا أن المستوى السياسي رفض ذلك بحجة أن الفلسطينيين لن يستوعبوا ضربتان بها الحجم في يوم واحد.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.