دائما ما تتسبب قوى الطبيعة في تقلب المناخ على سطح الأرض، الآن وجد الباحثون أدلة جيولوجية على أن بعض من هذه القوى بشكلها الحالي كانت موجودة قبل 1.4 مليار سنة، وغيرت المناخ وقتها.
ويعد تقلب المناخ السمة المميزة لكوكب الأرض، كما تعتبر ظاهرة الاحتباس الحراري الحالية، إلى حد بعيد، أحدى القوى التي تؤثر في مناخ الأرض، وعلى نطاق أوسع يتأثر مناخ المرة الأرضية أيضا بقوة دورانها حول الشمس؛ وهو ما يعرف باسم "تغير المناخ المداري الاضطراري"، وهذه التغييرات تحدث على مدى آلاف السنين، وتجلب أحيانا عصورا جليدية للأرض وفترات أخرى تجلب ارتفاعا في درجات الحرارة.
وقد نظر الباحثون من جامعة جنوب الدنمارك، وشركة النفط الوطنية الصينية وغيرهم بعمق في تاريخ كوكب الأرض، ويمكنهم أن يكشفوا الآن عن حقيقة أن "تغير المناخ المداري الاضطراري" قد ساهم في تغير المناخ على الأرض قبل 1.4 مليار سنة بشكل مشابه لتغيرات اليوم.
وعثر الباحثون على أدلة تشير إلى حدوث تقلبات مناخية في تلك الفترة منذ 1.4 مليار سنة، عكست تغيرات واضحة في أنماط الرياح وحركة المحيطات، والتي تشير جميعها إلى حدوث "تغير المناخ المداري الاضطراري" وقتها.
وتتأثر الأرض حاليا بتقلبات تسمى "دورات Milankovich"، وهناك 3 دورات مختلفة منها، واحدة تحدث كل 20 ألف عام، والثانية كل 40 ألف عام، والأخيرة تحدث كل 100 ألف عام. وخلال المليون سنة الماضية تسببت هذه الدورات في حدوث العصور الجليدية كل 100 ألف عام، ويقول الباحثون "أننا الآن في منتصف دورة ارتفاع درجات الحرارة، التي انقضى منها حتى الآن 11 ألف سنة".
ويوضح العالم دونالد كانفيلد:"كانت هذه الدورات منذ 1.4 مليار عام مختلفة قليلا عن دورات اليوم، حيث كانت تقع الأولى كل 12 إلى 16 ألف عام، والثانية كل 20 إلى 30 ألف عام، والأخيرة كل 100 ألف عام، وكانت جميعها أقصر قليلا، ربما لأن القمر كان أقرب إلى الأرض منذ 1.4 مليار سنة".