طرحت السلطات الإسرائيلية مخططا جديدا لسهل البطوف يغير طبيعته وأهداف استغلال الأراضي فيه من خلال تعريفه قانونيا بأنه منطقة «مناظر طبيعية»، الأمر الذي من شأنه أن يحد من إمكانيات تطويره ويفرض قيودا على استخدام الأرض.
في أعقاب الإعلان عن المخطط حذر المركز العربي للتخطيط البديل السلطات المحلية في منطقة حوض البطوف سخنين، عرابة، كفر مندا، البعينة نجيدات، من تداعياته ودعاهم إلى التحرك الفوري لرفض المخطط وتقديم الاعتراضات عليه.وأوضح المركز في رسالته إلى السلطات المحلية أن المخطط يهدف إلى تحويل سهل البطوف بشكل كامل إلى منطقة بيئية وفرض قيود مجحفة على أراضي البطوف إذا أنه يعرف السهل الزراعي قانونيا بأنه منطقة 'مناظر طبيعية'.
وأكد المركز أن هذا المخطط من شأنه أن يحد من حرية المزارعين أصحاب الأراضي باستغلال أراضيهم وزرعها، وتغيير طبيعتها حسب ما يرغبون، الأمر الذي سيقيدهم في استغلال أراضيهم وسيضعهم تحت قوانين مقيده من قبل الوزارات ذات الشأن منها وزارة البيئه التي ستكون المسؤولة الوحيده عن سهل البطوف، وهذا يعني أن الحديث يدور عن مخطط آخر من مخططات الحكومة الإسرائيليه لتهويد البطوف وانتزاع حقوق ملكية أصحاب الأراضي.ولفت التخطيط البديل إلى أنه تبقت فتره زمنية قصيره ومحدوده لتقديم السلطات المحلية اعتراضاتهم على هذا المخطط وإحباطة قبل فوات الأوان .
محمد حيادري من لجنة المزارعين في البطوف و رئيس اللجنة الشعبية في سخنين قال إن هذا المخطط يندرج ضمن مشروع ما يسمى "تاما 35" وهو مخطط سيء وأضراره وخيمة على مستقبل الأرض والمزارعين حيث سيمنع المزارعين من تحديث وتطوير أنواع وطرق زراعتهم وإبقائهم على الزراعة التقليدية، وكذلك سد الطريق على إمكانية تنفيذ مشاريع الري المطروحة منذ سنوات، الأمر الذي يعني دفع المزارع للتخلي عن أرضه أو إهمالها.وأشار حيادرة إلى أن اللجان تعمل منذ سنوات لإيجاد طرق لإنقاذ السهل من الغرق جراء مياه الأمطار وتحويلها إلى مشاريع ري إلا أن هذا المخطط يسد الطريق على هذه الإمكانية، هذا فضلا على أن وزارتي البيئة والسياحة ستمنعان أي إضافات سواء في بناء المخازن الزراعية أو السقيفات ومزارع الدواجن أو حظائر المواشي.وأضاف حيادرة أنه يجب أخذ هذا المخطط بأقصى الجدية وإدراك مخاطره، لا سييما بعد أن قاموا بتحريج وتسييج جوانب سهل البطوف لانها قد تكون أدوات أخرى للسيطرة على الأرض.
رئيس بلدية سخنين ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربيه في البلاد، مازن غنايم، استعرض أبعاد ومخاطر المخطط معتبرا أنه يندرج ضمن الأساليب والأدوات المنهجية لسلب ما تبقى من أرض من خلال غرس اليأس لدى الناس وحملهم على إهمال وترك أراضيهم. وقال غنايم: 'استلمنا صيغة المخطط من مركز التخطيط البديل ونحن من جهتنا قدمنا اعتراضا على هذا المخطط الذي جاء ليعرقل مخططاتنا البديلة التي نطالب بها منذ سنوات طويلة لتنفيذها من أجل تحويل أراضي البطوف إلى منطقة حيوية ومصدر رزق لأصحابها، إلا أنه بدل المصادقة على مطالبنا لري البطوف وإتاحة المجال للمزارعين العمل على زراعة أراضيهم وتقليل نسبة البطالة، يبحثون عن سبل أخرى لتضييق الخناق على المزارعين.وأضاف غنايم: سنعمل كل ما بوسعنا من أجل التصدي لهذا المخطط الخبيث والمبيت بكافة السبل المتاحة قانونيا ونضاليا وسنكمل مشوارنا في زراعة أرض الآباء والأجداد ومواصلة العمل من أجل إنقاذ ما تبقى من أراض عربية قليلة وسنعقد اجتماعا في القريب للتباحث حول الأمر واتخاذ الخطوات المناسبة.