زار النائبان محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ود. دوف حنين، في نهاية الأسبوع ميناء مدينة يافا للإطلاع على أوضاع الصيادين العرب وأصحاب مطاعم عرب هناك، على ضوء تصعيد اجراءات الاستقصاء وإبعادهم عن الميناء، وخاصة ما جري في الآونة الأخيرة، في مناقصة لتأجير مطاعم الميناء، إذ لم يفز فيها اي عربي، خاصة من أولئك الذين لهم مطاعم منذ سنوات طوال في الميناء.
وقال رافق النائبان إلى الميناء عضو بلدية تل أبيب الجبهوي عمر سكسك، وعضو البلدية الجبهوي عن قائمة "مدينتنا لنا جميعا" يوآف غولدرينغ، والتقى الوفد بداية مدير الميناء رون وولف، فاستمعوا منه شرحا عن أوضاع الميناء الحالية من وجهة نظره هو، كما اطلعوا على فيلم وثائقي عن تاريخ الميناء من مئات السنين.
ثم عقد النائبان بركة وحنين ومرافقيهما جلسة مع عدد من الصيادين وهم من عائلات احترفت مهنة الصيد منذ أجيال عديدة، ويستدل مما رووه أن كل الإجراءات الحالية التي تقوم بها البلدية والسلطات الأخرى ذات الشأن، تضع مستقبلهم أمام خطر كبير، وهناك خطر جدي على استمرار عملهم في الميناء، كما أن وجودهم وحقوقهم في الميناء ليست موثقة في أي مكان، وهذا ما يعزز خطر وجودهم في الميناء.
وشدد العاملون في الميناء على أن الميناء أساسا هو مكان عمل وليس مكانا سياحيا، ولهذا يجب تأمين ظروف العمل فيه وتثبيت الصيادين الذين يعملون فيه استمرارا للأجيال السابقة منذ مئات السنين، كما اشتكى الصيادون من تعامل وزارة الزراعة معهم إذ تضيق الإجراءات عليهم ظروف العمل كي ينالوا لقمة العيش، وتكثر الوزارة بمصادرة السفن وتحديد فترات الصيد.
كما طرح الصيادون مسألة المناقصة لتأجير المطاعم ومرافق الطعام في الميناء، إذ لم يفز اي عربي في هذه المناقصة، ووضعت أسعارا خيالية لمنع أهل المدينة من الفوز بالمناقصة ولو بجزء منها، وجاءوا بأثرياء ليفوزوا بالمناقصة، إلا أن الأمر معروض على المحكمة التي من المفترض أن تبت بالقضية يوم غد الأحد.
هذا وقال النائب بركة، إن ما يجري في ميناء يافا ذي اتجاهين، الأول والأساسي قومي عنصري ضد الصيادين والعاملين العرب في الميناء من أجل أبعادهم عن ميناء مدينتهم التاريخية، وهذا ينصب في السياسة الإسرائيلية منذ عشرات السنين لتغييب وجه يافا العربي الفلسطيني، فالميناء هو أحد أهم معالم هذا الوجه.
وتابع بركة أن الاتجاه الثاني طبقي يمنح الأثرياء وأصحاب رؤوس المال امتيازات على حساب العالمين في الميناء من أجل تأمين لقمة الخبز، وشدد بركة على ضرورة تأمين وضمان عمل الصيادين، وفتح آفاق لتطوير عملهم في الميناء، وخاصة فتح سوق خاص بهم لبيع السمك.
وقال النائب د. دوف حنين، إنه لا يمكن السكوت على ما يجري في ميناء يافا فمن حق الصيادين العرب البقاء في ميناء ومزاولة عملهم بشروط وظروف تضمن نجاحهم.
وطلب النائبان بركة وحنين من الصيادين اعداد ملخص لكافة طلباتهم العينية، كي يدرجها النائبان في مذكرة سيعدانها عن اوضاع الميناء لطرحها امام وزير الزراعة ومطالبته بوضع حلول عينية والتجاوب مع مطالب الصيادين.
وفي نهاية الجولة زاروا مسرح "الرجاء اللمس" التابع لجمعية تعنى بشؤون مرضى سندروم آشر، وحاملو هذا المرض يولدون صما مما يحولهم الى بكم، وخلال الحياة يفقدوا بصرهم نهائيا لتتحول طريقة الاتصال معهم عن طريق اللمس فقط وذلك بالضغط على كتفهم بطريقة تشبه الكتابة على الحاسوب.
كل الممثلين في هذا المسرح هم من حاملي السندروم عربا ويهودا وكذلك كل من يعمل في الكافيتريا والمطعم، الذي يقدم الطعام فيه فقط في الظلام ليتماثل الضيف مع شعور حاملي السندروم.