نعلم أن عيد شم النسيم أو الربيع لا يكتمل بدون تناول الفسيخ والرنجة والملوحة والبصل الأخضر والخس كعادة أعياد المصريين التي ترتبط في أذهانم دائمًا بتناول الطعام الذي يضفي الى فرحتهم نوعًا آخر من البهجة، مع حرصهم على زيارة المنتزهات والحدائق للاستمتاع باعتدال الجو خلال هذه الفترة من العام.
ويعتبر الفسيخ أحد الأركان الأساسية لعيد شم النسيم الذي يقام سنويًا، فهو موروث ثقافي ابتدعه قدماء المصريين ويرمز لبعث الحياة من جديد بعد الموت، ويتم الاحتفال به منذ عهد الفراعنة باعتباره من ضمن تلك الاحتفالات التي ينتظرها المصريون كل عام، حيث بدأ الاحتفال به بالتحديد في أواخر الأسرة الثالثة الفرعونية أي ما يقرب من خمسة آلاف عام.
وعلى الرغم من تحذيرات وزارة الصحة قبل شم النسيم بعدم تناول الفسيخ لأضراره ومخاطرة التي تتمثل في الإصابة بالتسمم والشلل الكلي الذي قد يؤدي الى الوفاة، إلا أن هناك العديد من الدراسات العلمية الحديثة أثبتت أنه يحتوي على الكثير من العناصر الغذائية التي تقوي جهاز المناعة ويحتوي على كميات كبيرة من الزنك والفسفور والكالسيوم والبروتين.
ثبت أيضًا أن الفسيخ يعالج الإمساك واضطرابات الجهاز الهضمى، كما يحتوى على مضادات الأكسدة المهمة جدًا لجسم الإنسان والتي تحميه من الأمراض خاصة أمراض الربيع مثل الحساسية الجلدية الناجمة عن انتشار حبوب اللقاح في الجو والحساسية الصدرية والتخفيف من أثر نزلات البرد والإنفلونزا الموسمية والتي تصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة وآلام في الجسم.
يعد الفسيخ منشط ومقوي جنسي عام وذلك لاحتوائه على نسبة عالية من مادة الفوسفور التي تزيد من الرغبة في العلاقة الحميمية عند الرجل والمرأة، كما أنه يحتوي على كمية كبيرة من الزلال والحامض الأميوني الذي يزيد من الخصوبة عند الرجال، كما يعتبر من الأطعمة الفاتحة للشهية.
يفيد الفسيخ البشرة بصفة خاصة والجهاز الهضمي بصفة عامة، بسبب احتوائه على كمية كبيرة من الملح والتي تزيد من رغبة الإنسان في شرب المياه التي تنظف المعدة والكلى والكبد وتعيد جمال البشرة، ولكن يفضل غسله جيدًا بالخل والليمون ونقعه في خل التفاح لأن ذلك يجعل الوسط حامضي وبالتالى لا يمكن أن تعيش فيه البكتيريا الضارة، كما يعمل على تقليل نسبة الملح به، والحرص على تناول البصل الأخضر والجرجير والخس والخيار والجزر والبطيخ والكانتالوب.
وفي الختام ننصح بضرورة شراء الفسيخ من مصادر موثوقه وأن تكون الأسماك متماسكه وقوية ذات رائحة نفاذة معتادة، كما نؤكد على ضرورة تناول البقدونس كخضراوات أو مغلى والإكثار من تناول الموز والبرتقال لتأثيره المدر للبول، مع التقليل من تناول الشاى والقهوة قدر الإمكان واستبداله بالشاى الأخضر والكركديه.