أسباب موجة الحر القادمة الينا وكيفية تفادي الجفاف

تبلغ غدا الجمعة موجة الحر التي تضرب بلاد الشام والعراق ذروتها. وجاءت هذه الموجة من الهند، وستستمر هذه الموجة لنحو أسبوع على الأقل، وتعد الموجة الهندية قاسية مقارنة بموجات حر سابقة.

 درجات الحرارة تكون أعلى من معدلها السنوي بـ6-7 درجات مئوية،على تشتد الموجة الحارة مجدداً في معظم أيام الأسبوع القادم لتصبح الأجواء حارة بشكل كبير في جميع المناطق الجلبية، وملتهبة في منطقة الأغوار والبحر الميت والقريبة من الأغوار.

وحذرت دائرة الارصاد الجوية من التعرض لاشعة الشمس المباشرة لفترة طويلة خاصة اثناء ساعات الذروه بين الساعه الحادية عشرة والساعة الرابعة عصراً.

منخفض الهند الموسمي العميق جداً يخلف دماراً واسعاً في طريقه الينا

 تتأثر مناطق واسعة من الباكستان بمنخفض الهند الموسمي الذي يؤثر أيضاص على مختلف مناطق المشرق العربي بداية من الخليج وإيران وصولاً الى العراق وبلاد الشام ومصر وأجزاء واسعة من جنوب وووسط وغرب القارة الاوروبية.

ولقي أربعة أشخاص على متن شاحنة مصرعهم في منطقة شاه نوراني بمحافظة بلوشستان جنوب غربي باكستان، ليرتفع إلى 13 عدد قتلى الفيضانات التي تجتاح البلاد منذ بداية الأسبوع الماضي.

من جهة أخرى تسببت الفيضانات في جرف وتدمير 180 بناية تضم منازل ومحال تجارية وفنادق في منطقة شوترال، كما ألحقت أضرارا بـ15 جسرا و12 طريقا، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وتحدثت تقارير عن تعرض 244 قرية للفيضانات في منطقة إقليم البنجاب، وأشارت إلى أن واد الهندوس الذي يجري من كشمير في الشمال إلى ميناء كراتشي بات مهددا بالفيضان خلال الأيام القادمة.

والمنخفض الموسمي الهندي منخفض يتشكل في المحيط الهندي والاجزاء المجاورة لسريلانكا في بدايه فصل الصيف ويقوم بدفع تيارات رطبة باتجاه الهند ثم الى سلسلة جبال الهيمالايا حيث تسقط الامطار الغزيرة جداً والتي تسبب الفيضانات المدمرة في مناطق واسعة في مثل هذا الوقت من العام .

ومع تحرك الكتل الهوائية إلى منطقة اكثر نحو خليج البنغال فإنها تكتسب رطوبة جديدة مما يسمح بتشكل منخفضات جوية مدارية قوية مصحوبة بإرتفاعات كبيرة على درجات الحرارة وتكون هذه المنخفضات عنيفة ومحملة بأمطار هائلة تصل الى الاف المليمترات خلال أيام قليلة مسببة دماراً هائلاً في مناطق واسعة من بنغلاديش والهند والباكستان.

ومع حركة هذا التيارات الهوائية نحو الشرق أكثر وعبورها الصحراء الايرانية الشاسعة تفقد رطوبتها بشكل سريع وتتحول الى رياح جافة مع إرتفاع كبير على درجات الحرارة في مناطق غرب أسيا عموماً وصولاً الى جنوب شرق القارة الاوروبية وأجزاء من وسطها وغربها في أسوء الأحوال مما يؤدي الى حرمان منطقة المشرق من أي رياح رطبة ومعتدلة قادمة عبر شمال أوروبا من خلال تشكيل حاجز صد عملاق يمنع تسرب التيارات الهوائية المعتدلة نحو الجنوب.

ويتوقع الراصد الجوي أن تبقى البلاد خصوصاً وبلاد الشام عموماً تحت تأثير هذا المنخفض الموسمي العميق جداً الذي تصل قيم الضغط في مركزه الى 997 مليبار ، مما سيؤدي الى توالي الارتفاع على درجات الحرارة في منطقتنا على المدى المنظور بحيث قد تصل الى قيم لم نصلها الافي العام 2010 عندما تأثرت البلاد بموجة حر شديدة وتاريخية إستمرت لمدة خمسة اسابيع ووصل دجرة الحرارة في القمم الجبلية العالية الى أكثر من 40 مئوية .