ويجمع المتابعون لشؤون الداخل الفلسطيني أن خيمة مناهضة حظر الحركة الإسلامية، تعتبر أكبر نشاط احتجاجي واصل أعماله وفعالياته على مستوى الداخل الفلسطيني ضد الاجراءات الإسرائيلية تجاه أبناء شعبنا في الداخل، كما انطلقت عن هذه الخيمة عشرات الفعاليات والمظاهرات وأحدثت حراكا داخليا غير مسبوق ضد التعسف الإسرائيلي.
وواصلت الخيمة هذا الأسبوع استقبال الوفود من مختلف البلدات في الداخل الفلسطيني، كما نظمت فيها العديد من الفعاليات التربوية والسياسية، برز من بينها استضافة المحامية شاكرة لله (يهودية الأصل)، والتي انتقلت إلى النصرانية لسنوات واعتنقت الإسلام قبل أعوام.
وتحدثت شاكرة عن تجربتها وقصة إسلامها، وقال إنها "ولدت في جنوب أفريقيا في ظل أجواء من العنصرية (الأبرتهايد) وهناك تعلمت الطب لكنني فشلت، وقدمت إلى إسرائيل في سن 33 وتعلمت في الجامعة العبرية الفلسفة واللغات ومن ثم المحاماة وتزوجت وأنجبت الأبناء".
وبيّنت شاكرة لله بعض الأمثلة من خلال تجربتها وعملها في مجال المحاماة، وكيف تجلّت العنصرية في منطق الصهيونية بالكذب والتزوير والإجحاف وإنكارهم لإنسانية الغير ونظرتهم الفوقية لكل ما هو غير يهودي (الجوييم)، ومن خلال خوض الحرب الاسرائيلية على لبنان سنة 2006 وحربها على الفلسطينيين، ما سبّب لها علامات استفهام وتساؤل عن الإنسانية المفقودة عند الصهيونية.
وعن انتقالها من النصرانية إلى الإسلام قالت شاكرة لله، "أقمت مكتبا خاصا للدفاع عن حقوق الفلسطينيين، دون مقابل، ومن خلال الاطلاع على القضايا وممارستي للعمل ومقارعة المحاكم الصهيونية تخلت عني الكنيسة الكاثوليكية بحجة تسبب بالمشاكل للدولة".
وأضافت: "وجدت أن الإسلام يخاطب العقل والقلب والجسد ويولي الأهمية الكبيرة لإنسانية البشر واهتمام المسلم بأخيه المسلم وأخته المسلمة، كما أن أركان الإسلام الخمسة كلها تدل على العمل الجماعي والوحدة الواحدة، وهذا ما أردته وبحثت عنه منذ زمن بعيد".
إلى ذلك استضافت خيمة مناهضة الحظر الأستاذ عدنان السعيد في محاضرة بعنوان "النقب ومواجهة التحديات"،
وتطرق سعيد إلى مخططات التضييق الإسرائيلية على الأرض والإنسان في النقب.
وذكر أن مساحات النقب واسعة (12 مليون دونم)، تربط البحر الأحمر مع الأبيض المتوسط مع البحر الميت، وهي مساحة شاسعة تربط فلسطين ومصر والأردن، وقال "إن عدد أهالي النقب كان في عام 1948 110.000 نسمة، أتقنوا العيش في الصحراء وتعلموا الصبر وصفاء الذهن والحكمة، قبل أن يبدأ مسلسل القتل والتهجير في أعقاب النكبة الفلسطينية".
وأشار سعيد إلى أن النقب تعرض لأكبر حملة تطهير عرقي؛ وتم تهجير 95 ألف فلسطيني الى غزة والى الأردن، كما أشار إلى أنه تمت مصادرة 11 مليون دونم، موضحا أن الحكم العسكري فرض على النقب، ومارس سياسات مصادرة الأرض والتجهيل التهجير وانتشرت الأمية والجهل لعدم وجود المدارس أو أي تثقيف ديني وانتشرت الدوريات الخضراء والتي كان هدفها تصفية رأس مال البدو (الأغنام)، في حين بُنيت المستوطنات والمزارع والشوارع تمهيدا لتهويد النقب الذي قالوا عنه وعن كل فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.
وأكد الأستاذ عدنان سعيد أن ابن النقب ورغم كل مسلسلات الإقصاء ومخططات المؤسسة الإسرائيلية بقي صامدا صابرا على أرضه وقال إن عدد سكان النقب اليوم 240.000 نسمة، تضاعف ثلاث مرات عما كان عليه في سنة 1963، منبها أنه في سنة 1967 انفتح النقب على دول الجوار؛ مصر، غزة القريبة حيث كان التجارة والثقافة والتعليم الديني والدعوي.
وتطرق الدكتور عدنان إلى مكانة المرأة في النقب ودورها الريادي في الحفاظ على أرضها وأبنائها، وعن الجمعيات النسوية التي دخلت إلى النقب في سنوات الثمانين تحاول جاهدة أن تخرج المرأة من بيتها للعمل والتعليم حتى لا تنجب كثيرا، ولكن مخططاتهم فشلت بحسب وصفه.