أزمة بين طلاب الجامعة الأمريكية والإدارة بسبب التعليم الوجاهي في ظل الظروف الأمنية

أزمة بين طلاب الجامعة الأمريكية والإدارة بسبب التعليم الوجاهي في ظل الظروف الأمنية

عبّر طلبة الجامعة العربية الأمريكية في جنين، في بيان صدر اليوم، عن استيائهم ورفضهم لقرار الجامعة باستمرار التعليم والامتحانات بشكل وجاهي، رغم الظروف الأمنية الصعبة التي تعيشها المدينة من اقتحامات متكررة وإغلاق طرق وحصار خانق. 


وأثار إعلان الجامعة عن "تحويل الدفع للفصل الصيفي إلى النظام الإلكتروني حرصاً على السلامة"، ثم إلزام الطلاب بالدوام الوجاهي، غضباً واسعاً بين الطلبة الذين اعتبروا القرار متناقضاً ويتجاهل أبسط حقوقهم في الحماية.


::
::


وطالب الطلاب باعتماد التعليم الإلكتروني المؤقت لما تبقى من الفصل، أسوة بجامعات أخرى، مؤكدين أن مطلبهم هو بيئة تعليمية آمنة تراعي حياتهم وكرامتهم.



أسباب رفض الطلاب العودة للتعليم الوجاهي



ولنقاش أوسع حول هذا الموضوع، كانت لنا ضمن برنامج "أول خبر" مداخلة مع فراس الصيفي، مدير العلاقات العامة في الجامعة الأمريكية، وكذلك تواصلنا مع إحدى الطالبات بالجامعة، والتي أوضحت أن هناك عدة أسباب تدفع الطلاب لرفض العودة إلى التعليم الوجاهي.




ووفقا للطالبة في حديثها عن تلك الأسباب، جاء في مقدمتها الوضع الأمني المتدهور في جنين، حيث تتعرض البلدة لاقتحامات متكررة، ما يجعل التنقل اليومي محفوفاً بالمخاطر.



معاناة يومية على الحواجز العسكرية



أشارت الطالبة إلى أن الحواجز العسكرية تشكل عقبة كبيرة أمام الطلاب، إذ يضطر بعضهم للانتظار لساعات طويلة قد تصل إلى ثماني ساعات، ويتعرضون خلالها لمضايقات وتهديدات، وصلت في بعض الحالات إلى التحرش أو الإهانة أو حتى التهديد المباشر بالسلاح، وهو ما وثقته بعض الطالبات عبر شكاوى منشورة على صفحات التواصل الاجتماعي.



وأضافت أن المواجهات التي يتعرض لها الطلاب لا تقتصر على فئة معينة، بل تشمل جميع طلاب الجامعة من الداخل الفلسطيني والضفة الغربية، موضحة أن المشكلة عامة وتمس الجميع، وليس فقط مجموعة محددة.



وأوضحت أن الجامعة ردت على مطالبهم بمقترحات مثل عقد جلسة امتحان ثانية للطالب الذي يتأخر بسبب الحواجز، أو توفير بدائل في حال تعذر وصوله، إلا أن هذه الحلول لا تعالج جوهر المشكلة، خاصة عندما يتعرض الطالب لخطر مباشر أو تهديد لحياته، مشددة على أن مجرد تقديم جلسة ثانية لا يعكس الواقع الأمني الصعب الذي يعيشه الطلاب.



وأشارت الطالبة إلى أن الأوضاع الأمنية في جنين ومحيطها ليست جديدة، لكنها ازدادت سوءاً في الفترة الأخيرة، خاصة بعد حرب إيران، ما دفع الجميع للتحول إلى التعليم الإلكتروني كخيار أكثر أماناً.



"حالة من الرعب" وصعوبة في التنقل



وشددت على أن المخاطر الأمنية لا تقتصر على جنين فقط، بل تشمل جميع مناطق الضفة الغربية والداخل، وأن ما يواجهه الطلاب يومياً على الحواجز من خوف وقلق يجعل من الصعب العودة إلى التعليم الوجاهي في الوقت الحالي.



كما أوضحت أن الجامعة العربية الأمريكية تضم أكبر عدد من طلاب الداخل الفلسطيني، وأن نسبة كبيرة من الطلاب يعانون من صعوبة التنقل بسبب الحواجز، ما يفاقم معاناتهم.



ورفضت الطالبة تصريحات الجامعة حول ربط الامتحانات الإلكترونية بظاهرة الغش، مؤكدة أن الطلاب يطالبون منذ بداية الفصل بنظام تعليم مدمج يضمن أمانهم ويخفف من حالة الرعب والقلق التي يعيشونها.



وختمت بأن مطلبهم الأساسي هو توفير بيئة تعليمية آمنة تحترم حقوقهم وتراعي ظروفهم الصعبة، بعيداً عن الحلول الشكلية التي لا تلامس الواقع اليومي للطلاب.



الجامعة ترد: الحفاظ على جودة التعليم والتصنيف الأكاديمي



ومن جانبه، قال فراس الصيفي إن الأوضاع الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون ليست مقتصرة على الضفة الغربية فقط، بل تمتد إلى كل أرجاء فلسطين، من الداخل إلى القدس وغزة.






وأكد أن هذه الظروف ليست وليدة اليوم، بل هي امتداد لمعاناة بدأت منذ عام 1948 و1967 وتفاقمت مع مرور السنوات، مشيراً إلى أن الأوضاع الحالية أسوأ بكثير مما كانت عليه في السابق، خاصة بعد حرب إيران، حيث أصبح التنقل بين المدن محفوفاً بالمخاطر، والحواجز العسكرية تعيق حياة الجميع.



وأوضح الصيفي أن الجامعات الفلسطينية لا يغطيها قانون يحمي التعليم الإلكتروني بشكل كامل، وأن التعليم الإلكتروني معتمد فقط بعدد ساعات محددة سنوياً، حفاظاً على جودة التصنيف الأكاديمي للجامعات الفلسطينية.



وشدد على أن الاعتماد الدولي الذي حصلت عليه كلية الطب البشري مؤخراً جاء نتيجة التزام الطلاب بالتدريب العملي في المستشفيات والمختبرات، وأن استمرار الاعتماد يتطلب الحفاظ على جودة التعليم وعدم التحول الكامل إلى التعليم الإلكتروني، حتى لا تتعرض الشهادات الأكاديمية للطلاب للانتقاص أو عدم الاعتراف الخارجي بها.



وأشار الصيفي إلى أن الجامعة لجأت إلى التعليم الإلكتروني في فترات الأزمات حفاظاً على سلامة الطلاب، لكنها لا تستطيع الاستمرار بهذا النظام بشكل دائم، لأن ذلك سيؤثر سلباً على تصنيف الجامعة، ويضعف فرص الطلاب في المنافسة على الوظائف والدراسات العليا مستقبلاً.



دعوة للحوار وحلول مرحلية



وأضاف أن الجامعة لم تتلق حتى الآن أي مخاطبات رسمية من جهات تمثل الطلاب بشأن التحول إلى التعليم الإلكتروني، وكل ما وصلها كان عبر حسابات مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي أو من طلاب متضامنين مع زملائهم، وليسوا متضررين بشكل مباشر.



وأكد الصيفي أن مجلس اتحاد الطلبة كان دائماً ممثلاً للطلاب، وأن الجامعة مستعدة للتواصل مع أي جهة رسمية أو لجنة طلابية تطرح مطالب واضحة ومحددة، مشدداً على أن التضامن وحده لا يكفي لاتخاذ قرارات مصيرية تمس العملية التعليمية.



وختم حديثه بأن الجامعة حريصة على تقديم حلول مرحلية تراعي الظروف الصعبة، لكنها في الوقت ذاته ملتزمة بالحفاظ على جودة التعليم ومستقبل الطلاب الأكاديمي، داعياً الطلاب إلى التواصل المباشر مع إدارة الجامعة وطرح مشاكلهم بشكل رسمي لضمان معالجتها بفعالية.



يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

Download on the App Store Get it on Google Play