التقت اذاعة ‘الشمس’ صباح اليوم المحامي محمد ميعاري، عضو سكرتاريا لجنة الدفاع عن الأراضي العربية التي أعلنت وقادت يوم الأرض واضرابه التاريخي في 30 آذار عام 1976، بمناسبة الذكرى الأربعين لهذا اليوم الخالد والمميز.
في بداية حديثه عاد المحامي ميعاري الى بدايات الصراع على الرض حيث قال: ‘ كل الصراع بين الحركة الصهيونية والحركة الوطنية الفلسطينية والحركة القومية برمتها، قام على الأرض حيث سعت الحركة الصهيونية لاقامة دولة يهودية، الى جانب تشريد الشعب الفلسطيني وحصلت النكبة وتم الاستيلاء على أراضي الغائبين والأراضي المتروكة، وعندما قامت دولة اسرائيل لم يكن يملك اليهود من أراضي فلسطين أكثر من 6% واليوم يسيطرون على غالبية الأراضي’.
وانتقل ميعاري الى توضيح أسباب قيام يوم الأرض، فقال: ‘ يوم الأرض نشأ على قاعدتين، أولا اعلان ما يسمى بتطوير الجليل والمقصود تهويد الجليل ومصادرة 22 ألف دونم، منها أراضي الطنطورة بالقرب من الجديدة- المكر، أراضي من مجد الكروم، البعنة ودير الأسد وتركزت المصادرة الكبرى في كفر كنا وعين ماهل. القاعدة الثانية أعلنت الحكومة في نفس المرحلة عن منطقة المل بالقرب من سخنين ومساحتها 17 ألف دونم، كمنطقة عسكرية يمنع الدخول اليها الا بموجب تصريح، وهذا كان توطئة للمصادرة’.
وأشار ميعاري الى العوامل المساعدة التي ساهمت في اعلان يوم الأرض قائلا: ‘ ما يميز يوم الأرض أن المعركة كانت عامة وجماهيرية، على عكس ما حدث في السابق من ردود انفرادية. لقد حصل تغير كمي ونوعي بين العرب في هذه المرحلة، وجرت أحداث على الأرض منها حرب أكتوبر والعبور وبروز منظمة التحرير االفلسطينية كعامل مؤثر على الساحة’.
واعتبر ميعاري ‘ يوم الأرض لم يكن يوما نضاليا فحسب، انما معركة خاضتها الجماهير من أجل الانتماء للأرض والوجود وليس فقط الدفاع عنها. وعندما تم اجتماع 25 آذار في شفاعمرو باشراف مستشار رئيس الحكومة طوليدانو، معظم الرؤساء كانوا مع الغاء الاضراب استجابة لطلبه، والصدام الذي جرى بين لجنة الرؤساء في ذلك الوقت ولجنة الدفاع التي أصرت على قرار الاضراب مقابل قرار الرؤساء المطالب بالغاء الاضراب’.
واستذكر المحامي محمد ميعاري أسماء أعضاء سكرتارية لجنة الدفاع عن الأراضي ‘ الذين كانوا تسعة باتوا مرحومين وهم محامي الأرض حنا نقارة، طيب الذكر صليبا خميس الذي كان لفترة طويلة سكرتير اللجنة، مسعد قسيس رئيس مجلس معليا الذي تعرضت أراضيه للمصادرة فانضم الى اللجنة رغم أنه كان عضوا في حزب ‘مباي’ الصهيوني، رئيس مجلس أم الفحم محمد محاميد، عبد الرحيم حاج يحيى والذي عارض الاضراب وكان رئيس مجلس، المحامي حبيب أبو حلو، رئيس مجلس البقيعة نسيب خير الذي لم يحضر أي اجتماع كما أذكر، ولا ننسى رئيس اللجنة المرحوم القس شحادة شحادة’.
وأضاف ميعاري ‘ تعاون مع اللجنة المركزية اللجان المحلية التي أقيمت في كل قرية وبلدة والتي عملت على انجاح الاضراب، وبرز المرحوم محمد كيوان من حركة أبناء البلد، ولا بد أن أذكر الدكتور سليم مخولي من كفرياسيف، الذي قام على مشروع النصب التذكاري في سخنين مع الفنان عبد عابدي’.
وكشف المحامي محمد ميعاري لاذاعة ‘الشمس’ أنه يملك ‘ وثيقة نادرة ولم تنشر من قبل، والتي جاءت بعدما توجه عدد من جرحى يوم الأرض بشكل شخصي بطلب تعويض عن الاصابات التي لحقت بهم خلال المواجهات، والوثيقة صادرة عن وزارة الدفاع وتقول لا ندفع تعويضات في حالات كهذه، حيث خالف أولئك النظام العام، ولأنه كانت عملية حربية قام بها جيش الدفاع الاسرائيلي وفي هذه الحالة فان الدولة لا تدفع تعويضات، أي أن الدولة شنت حربا على مواطنيها وأصحاب الأرض’.
للاستماع للمقابلة كاملة