أي خلل في الجهاز التنفسي يمكنه أن يؤثر فوراً على جميع الأعضاء فبمجرد تدني مستوى الأوكسجين في الدم فإن المريض يدخل مرحلة الخطر، لذلك من الأهمية بمكان المحافظة على صحة الرئتين، وبما أنه لا سبيل للتحكم ببعض الأمور التي تؤدي إلى مشاكل في صحة الرئتين كالتلوث مثلاً فإن تركيزنا سينحصر بما يمكنكم التحكم به.. منزلكم.
هناك بعض الأشياء التي تملكها الغالبية الساحقة من البشر في منازلها، وتستخدم بعضها بشكل يومي يمكنها أن تلحق الأضرار البالغة بصحة الرئتين.
المبيض / المطهر
المنظفات التي تحتوي على الكلورين والأمونيا والمبيضات يمكنها أن تحفز نوبات الربو، بالإضافة إلى تدهور حالة المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن. لكن الأمر لا يرتبط فقط بالذين يعانون أصلاً من الأمراض، فهذه المواد يمكنها أن ترفع نسبة الإصابة بالربو عند غير المصابين بنسبة 14%. كما أن المواد الكيميائية في هذه المواد تهيج الشعب الهوائية، وبالتالي يمكنها التسبب بمرض التهاب الرئة التحسسي. يمكن وبكل سهولة الاستغناء عن هذه المواد؛ لأن الماء الساخن والصابون يمكنهما القضاء على البكتريا. وفي حال كان لا بد من استخدام المطهرات فالأفضل أن يتم تخفيفها بالماء.
السجاد
شر لا بد منه في المنازل، فكمية الغبار التي تعلق بالسجاد مهولة. ووفق الدراسات فإن المنازل التي تحتوي على كميات كبير من الغبار يعاني المقيمون فيها من ضيق التنفس وبالتالي الصفير بالإضافة إلى الربو. عندما تسير على السجادة فإن الغبار ينتشر في الهواء، ثم يستقر مجدداً عليها. صحيح أن التأثير لن يكون فورياً لكنه يظهر على المدى البعيد. الأطفال هم الأكثر تأثراً بحكم أنهم يجلسون على السجاد، ويلعبون هناك وعليه فإن كمية الغبار التي تدخل الرئتين كبيرة جداً.
المكانس الكهربائية
قد يخيل إليك أن حل السجاد يكمن باستخدام المكنسة الكهربائية، وحتى أنه قد يخيل إليك أن تنظيف الأرض بالمكنسة الكهربائية أفضل من كل المقاربات الأخرى.. لكنها في الواقع تجعل الغبار ينتشر في الهواء بشكل كبير. المكانس الكهربائية هي المسبب الأول لحساسية الجيوب الأنفية كما أنها تضاعف مخاطر الربو، لذلك فإن تنظيف الأرض بالماء أفضل بأشواط من المكانس الكهربائية.
الحمام
العفن ينمو بسهولة وبسرعة في المناطق الأكثر رطوبة، والحمام هو كذلك. المغسلة، ومحيط نافذة الحمام أو حوض الاستحمام هي الأكثر تعرضاً للماء والرطوبة. وحتى لو تم تنظيفها بشكل دائم فإن العفن يمكن عدم ملاحظته. الآلية المثالية عند التنظيف هي التنظيف الشامل والكامل لكل الأجزاء، وخصوصاً الزوايا والشقوق المخفية ثم تجفيفها.
المشكلة هنا هو أن العفن يسبب الربو حتى ولو لم يعانِ الشخص منه مسبقاً. في حال كان العفن قد ظهر في حمامك فعليك أولاً معرفة سبب الرطوبة الدائمة وإصلاح المشكلة ثم عليك استبدال الأجزاء التي ظهر فيها العفن بأخرى جديدة؛ لأن التنظيف بعد ظهورها لا يعني أنها لن تنمو مجدداً.
مبيدات الحشرات
في حال تم الالتزام بالتعليمات المرفقة على مبيدات الحشرات التي تستخدمها في منزلك فلن تعاني من أي مشاكل تذكر. لكن بما أن الغالبية الساحقة لا تلتزم بالتعليمات فإن المقاربة المثالية هي ضمان تهوية الغرفة عند استخدام المبيدات هذه.
بشكل عام جميع مبيدات الحشرات تحتوي على مواد كيميائية، وعليه تضاعف مخاطر أمراض الرئة لكن بعضها أكثر خطورة، إذ تحتوي على مواد سامة. لذلك معرفة المكونات والاطلاع على التعليمات من الأمور الأساسية، واللجوء إلى الكمامات لن يضر بأحد.
الدهان
في حال كنت تقوم بترميم منزلك أو إن كنت من النوع الذي ما ينفك يضيف لمساته الخاصة على المنزل فيدهن هنا وهناك فأنت تعرض نفسك وعائلتك لمواد كيميائة مضرة جداً. ينبعث من الدهان عندما تقوم بفتحها أو خلال مرحلة الجفاف مركبات عضوية متطايرة التي تتنوع بين الفورمالديهايد والمواد المسببة للسرطان.
مدفأة الحطب
البعض يفضل مدفأة الحطب؛ لأنها جميلة وتملك تأثيرها الساحر كما أنها تقوم بعملها على أكمل وجه. النوعية هذه خطيرة للغاية؛ لأن الاحتراق يؤدي إلى إنتاج أكسيد النيتروجين، أكسيد النيرتيك، ثاني أكسيد النيتروجين وأكسيد النيتروس، بالإضافة إلى الفورمالديهايد التي لا تلحق الضرر بك وبعائلتك فحسب بكل محيطك؛ لأن الدخان المنبعث إلى الخارج يلعب دوره الكبير في التلوث. تجنب استخدام الخشب المضغوط بشكل خاص؛ لأنه خشب معالج ما يعني أنه يحتوي على مواد كيميائية سامة.
المواد العازلة
رغم أن مادة الإسبستوس تم منع استخدامها في المنازل في الدول الأوروبية والأميركية منذ سنوات عديدة لكنها ما تزال تستخدم في عالمنا العربي. يستخدم على نطاق واسع في مجال البناء وتسقيف المنازل والعوازل الداخلية والخارجية وأنابيب صرف المياه والأدخنة والتهوية.
صنفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان الإسبستوس كمادة مسرطنة كما يمكنها أن تتسبب بالأسبستوسيز، وهو مرض يسد الرئتين كما يتسبب بورم المتوسطة وهو نوع نادر وقاتل من سرطان القفص الصدري وسرطان الرئة.