في سلسة من المقالات القصيرة سأحاول التطرق الى جزء من المشاكل الصحية التي نعاني منها وايضا الى بعض المشاكل في الجهاز الطبي نفسه, أيمانا منا ان هنالك اهمية كبيرة للوعي لكل مواطن لهذه المشاكل ومن ثم الاهمية الاكبر تكون في طرق العلاج والخروج من هذا الوضع السيء, بل السيء جدا والذي للأسف لا يوحي بالتفاؤل للتوقعات المستقبلية ان بقينا على ما نحن عليه دون تغيير كبير وجذري في نمط حياتنا. هنالك حاجة ماسة وكبرى لمشاريع جبارة من اجل هذا التغير ولكن سيكون اسهل بكثير ان كل واحد منا, كل أم وكل أب ان يتجه نحو تغير في بيته, النتيجة الايجابية ستكون اولا على البيت والعائلة ومن ثم على المجتمع كلياً.
في تقرير لمنظمة ال OECD وهي منظمة للتعاون والتطوير الاقتصادي حيث تضم ما يقارب 35 دولة, بحيث تجرى المنظمة مقارنات في المجالات المختلفة بين الدول الاعضاء. ففي تقرير الذي نشرته المنظمة في الفترة الاخيرة والذي تطرق الى كمية السكر الذي يستهلكها المواطن في كل دولة.
واظهرت النتائج ان البلاد هي الدولة الاولى التي تتصدر كمية استهلاك السكر, حيث يستهلك كل مواطن ما معدله 170 غرام سكر كل يوم, في حين يرى خبراء المنظمة ان الكمية التي ينصح بها يجب ان تكون ما يقارب 32 غرام للرجال و 24 غرام للنساء.
ومما لا يغيب على احد خطورة مثل هذه الكميات من السكر بشكل مزمن وما لها من تأثير على انتشار مرض السكري, امراض القلب والاوعية الدموية.
مثل هذه المعطيات هي مقلقة جداً ولو نظر كل منا على كمية السكريات التي يستهلكها كل يوم والتي تشمل مأكولات ومشروبات ذات نسبة عالية من السكر فلا نستغرب مثل هذه النتيجة.
كيف لنا ان نغير هذا الواقع:
ليس بالسهولة التغيير وخاصة ان كان يتعلق بعادات التغذية ولكن لا بد من اتخاذ القرار.
علينا تخفيض بشكل كبير كمية المشروبات التي تحتوي على نسبة كبيرة من السكر وهي تشمل معظم المشروبات التي نشربها بشكل يومي, وطبعا الماء هو المشروب الاكثر صحة.
الاكتفاء بكميات قليلة من الكعك والحلويات (الكنافة واخواتها) التي نأكلها بشكل كبير.
علينا الانتباه لما نقدمه على مائدة الطعام في وجبات المناسبات امثال الاعراس او المناسبات الاجتماعية, فأن تقديم الكنافة بعد وجبة دسمة هي عادة جديدة في السنوات الاخيرة في الوسط العربي في النقب وبإمكاننا الاستغناء عنها.
كثير من الحلوى او المقبلات ممكن استبدالها بالفواكه.
المسؤولون في جهاز التربية والتعليم, ابتداء من مسؤولي الاقسام في السلطات, مرورا بالمفتشين والمدراء ووصولا الى المعلمين لا بد ان يكون لهم دور كبير بجانب التوعية بهذا الخصوص.
ننصح جميع السلطات المحلية بمتابعة دقيقة لجميع الوجبات التي تقدم لطلاب المدراس بحيث تكون كمية السكر فيها بالمقبولة.
السلطات المحلية والجمعيات عليها ان تقدم وجبات اكثر صحية مع كمية اقل من السكر في المناسبات واللقاءات التي تقوم بها.