هناك صعوبة في ايجاد الفوارق حتى بعدسة مكبرة، بين برنامج عمل يوجد مستقبل وبرنامج عمل المعسكر الصهيوني وميرتس. كل ذلك اذا قمنا بازالة القشرة عن حزب يوجد مستقبل وافترضنا أن على رأس سلم الأولويات يوجد مستقبل الدولة الأمني والاقتصادي والسياسي والاجتماعي. هذه الاحزاب الثلاثة تقوم باقتراح نفس برنامج العمل اليومي. على سبيل المثال البند الذي يتعلق بيهود الشتات في برنامج عمل يوجد مستقبل كُتب: "الاهتمام بكل يهودي مطارد بسبب يهوديته في كل مكان على الكرة الارضية". وفي ميرتس: "ميرتس شريكة في الصراع ضد اللاسامية والعنصرية المتزايدة في أرجاء العالم".
على المستوى الشخصي لا يمكن التمييز بين المواقف الامنية ليعقوب بيري واليعيزر شتيرن وبين مواقف عومر بارليف. أو الموقف الاقتصادي لتمار زندبرغ وموقف كارين الهرار. كل واحد من اعضاء حزب لبيد عكس في السابق موقفا سياسيا يساريا واضحا، بما في ذلك لبيد نفسه. وعشرات المحاولات لن تغير ذلك: في نهاية المطاف الجميع اعضاء في نفس المعسكر.
المشكلة هي أن بعضهم فهم الموقف الذي يقول إن اليهودية والأمن هي امور تخص اليمين فقط. وبدل ارجاعها الى المجموع، ينجرون الى النقاش الانفصالي. جزء كبير من هذه المجموعة (بما في ذلك اعضاء كنيست من حزب العمل) على قناعة بأن الجمهور غبي، وأنه اذا قاموا بتسمية أنفسهم رجال الوسط – فان المصوتين سينجرون وراء غير اليساري. إلا أن الجمهور أذكى مما يتخيلون، واذا طلب منه الاختيار بين "ليس يساري" مزيف وبين يمين حقيقي، فهو دائما سيختار اليمين الحقيقي. لماذا يصوتون لبيري أو ياعل غيرمان في الوقت الذي يمكن فيه التصويت لاييلت شكيد وزئيف الكين؟ أنا أحاول احيانا تخيل ما الذي يفكر فيه اعضاء "يوجد مستقبل" عندما تلقي زهافا غلئون خطابا، ولا يعبرون عن موافقتهم بهز رؤوسهم كي لا تلتقطهم عدسات القاعة في الكنيست بالجرم المشهود. مقالة تسفيا غرينفيلد في "هآرتس" بتاريخ 5/12، عضوة الكنيست السابقة من ميرتس، التي تفصل بين يوجد مستقبل وبين اليسار، هي الطريقة للعرض المتكرر الذي لا يحقق أي شيء. المقاعد التي يحصل عليها حزب يوجد مستقبل في الاستطلاعات تأخذ من المعسكر الصهيوني، مثل المقاعد التي يحصل عليها ميرتس. لا يوجد أي تغيير لدى الرأي العام، ومن الواضح أنه اذا تم وضع عوفر شيلح ولبيد ومئير كوهين في زاوية مظلمة، فسيقولون إنهم من اليسار. أو عندما يدخل رامي كلانشتاين الى قوائم المدسوسين الخاصة باليمين، ما الذي سيأتي أولا. هناك من هم على قناعة أن ميرتس هو اليسار الوحيد، وما تبقى هو طحين مغطى بالسكر. ولكن سبب تعرض ميرتس للكمات من داخل البيت، حيث يصل الامر احيانا الى المطالبة باختفائه، مصدره اعتبارات تكتيكية تتجاهل في العادة اسئلة المواقف والقيم. الطريق الوحيدة التي يمكنها توحيد الصفوف وانتصار اليسار لدى الرأي العام، ليست اخفاء احزاب، بل اجراء انتخابات تمهيدية مفتوحة بين من يزعمون رئاسته، واتخاذ قرار استراتيجي واخلاقي يقضي بأن الخصوم السياسيين هم اليمين، وليس جماعات اخرى داخل المعسكر. وعلى المعسكر أن يشمل يوجد مستقبل ايضا. لأنه فقط القائد الذي لا يبني نفسه من الحاق الضرر باليسار واعتباره غير شرعي، يكون مناسبا لرئاسة هذا المعسكر، حتى لو كانت هناك جدالات قوية في داخله.