وجاء في التقرير الذي نشرته صحيفة هآرتس حول هذا الموضوع أنه منذ اندلاع الهبة الفلسطينية الاخيرة، ارتفع بشكل هائل إعدام الفلسطينيين والفلسطينيات بنيران جنود الجيش، بزعم تنفيذ عمليات طعن غالبا لا يصاب فيها إسرائيليون.
وتأتي عشرات الإعدامات الميدانية لفلسطينيين على الحواجز العسكرية، في ظل اعتماد سياسة سرعة الضغط على الزناد للجنود، بتشجيع من القيادة السياسية الإسرائيلية وقادة المستوطنين. وبعد ذلك يتعمد الجنود إخفاء الأدلة والتشويش على ساحات العمليات حتى قبيل وصول طواقم التحقيق.
وتحدثت المحامية نائلة عطية للشمس قائلة: "سبق للمسؤولين في النيابة العامة والشرطة أن توجهوا برسائل رسمية للجيش منذ شهر اذار الماضي، حذروا من خلالها من وجود أساليب منهجية يعتمدها الجنود بمواقع العمليات التي يتم استهداف الفلسطيني المشتبه بالرصاص الحي، بحيث يتم إخفاء أدلة من الموقع، والتشويش على مجريات التحقيق".
وحذرت سلطات القانون من أن هذه النمط الذي يتم اعتماده من قبل الجنود يحول دون استنفاذ مجريات التحقيق، وهذا الأمر من شأنه أن "يؤدي إلى إرباك لدى سلطات الجيش"، وقد يحول دون توفير الحماية القانونية للجنود الذين يواجهون محاكمات وتحقيقات بملفات ذات صلة.
وكانت النيابة الإسرائيلية قد توجهت لسلطات الجيش برسالة رسمية حذرت من خلالها من النهج الدارج بين الجنود حيال التعامل مع ساحات العمليات، وذلك قبل أسبوع من إقدام الجندي القاتل، إليئور أزريا، على إعدام الشاب عبد الفتاح الشريف في تل الرميدة في الخليل، بإطلاق رصاصة على رأسه.
وكشفت التحقيقات التي أجراها الجيش النقاب عن إخفاء الجنود أدلة وبينات من مواقع جرائمهم، وكذلك تلاعب الجنود بها وبساحات العمليات قبل وصول ضباط الشرطة العسكرية للمكان، كما تبين دخول الكثير من المستوطنين والجنود لساحة العمليات ومساسهم بالأدلة، الأمر الذي من شأنه المس بعمل خبراء التشخيص الجنائي.
كما تبدي السلطات الإسرائيلية مخاوفها دعاوى قضائية بالمحافل الدولية ضد جنود وضباط بالجيش في أعقاب جرائم إطلاق النار على فلسطينيين خلال المواجهات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية. ولا تستبعد النيابة الإسرائيلية إقدام مؤسسات حقوقية فلسطينية وجمعيات ومنظمات إنسانية دولية بتقديم قضايا ضد جنود وجيش الاحتلال إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، بعد أن رصدت هذه المنظمات والجمعيات الكثير من الوقائع والحوادث التي توثق مقتل الفلسطينيين على الحواجز العسكرية وفي مناطق مختلفة بالضفة بنيران جنود الاحتلال.
للاستماع الى ما قالته المحامية نائلة عطية بهذا الشأن.